طالب كريس هيوز، أحد مؤسسي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أثناء تقديمه ورقة عمل في الجلسة الختامية بمنتدى جدة الاقتصادي، طالب الشباب السعوديين بـ «التوقف عن تقليد الأوروبيين والأمريكيين»، والاحتفاظ بهويتهم التي تميزهم عن الآخرين. وقال: «ليس كل ما يطبق في أمريكا وأوروبا يمكن أو ينفع تطبيقه في السعودية، فلكل مجتمع عاداته وخصوصيته».
وهذا كلام طبقته الصين في مواقع تواصلها الخاصة ، وخدماتها الإلكترونية، وحتى في محركات بحثها.. لكن السيد هيوز نسي أننا مجتمعات مستهلكة فقط، مستوردة لكل الأشياء التي نستخدمها دون استثناء، ولو طبقنا كلامه المهم جدا لوقعنا في ورطة، أو عدنا للصحراء!
هيوز أشار إلى أنه لاحظ: «تطور السعودية في التقنية والخدمات الإلكترونية، وشاهد الكثير من الجهات دخلت في مسار التقنية».
والحقيقة أن الخدمات الإلكترونية الحكومية والخاصة المتوافرة في المملكة تتفوق على دول عربية وخليجية أخرى لها سبق وتقدم في التوظيف التقني، إلا أن مشكلتنا الدائمة في طريقة العرض وتقديم وتسويق الخدمات بشكل فعال ولافت، نعرف أن هناك مبالغ مالية معتبرة تصرف من قبل أكثر من قطاع لتطوير التعاملات الإلكترونية، إلا أن ما يحدث لدينا أن يتم الاستثمار في التطبيقات وتوفير الحلول التقنية المناسبة، لكننا لا نستشعره بسبب ضعف التسويق لهذه الخدمات وعدم وجود جهاز إعلام واتصال فعال، يمكن أن يعيد مرة بعد مرة إيصال نوعية خدماته، وبطرق مبتكرة دون التكرار الممل والمنفر للمتلقي!
هيوز نصح الشباب بالمشاركة في التطوير التقني والاستفادة من الخدمات، التي تقدمها الحكومة عبر إنشاء مشروعات ومؤسسات تقدم الخدمات التقنية».
وأضاف: «التقنية أثرت على طلب اليد العاملة في السعودية، شأنها شأن كل دول العالم، لذا على السعودية والدول التي تملك اقتصاداً قوياً، البحث عن مشروعات جديدة متطورة تحتاج لسواعد عاملة في مختلف التخصصات، حتى يتم سد ثغرة الزيادة المطردة في الأيدي العاملة، وتستوعب هذه المشروعات البطالة الحالية، ولابد أن تكون من المشروعات التي تؤدي إلى خدمة التنمية».
وكنت دائماً أشير إلى الخدمات الإلكترونية والتعاملات الإلكترونية، على أنها هي الأنسب لمجتمعنا من حيث الطقس، واتساع المدن، وزحمة النقل، وتكلفة الأيدي العاملة الأجنبية تحديدا، وهو أمر يتطلب نظرة وخطة استراتيجية لتحفيز التعاملات الإلكترونية من جهة والذكية من جهة مباشرة عبر مشروع وطني.
وعبر استقطاب ودعم الأفكار الإبداعية وإيجاد آليات للتمويل المحدود للمشروعات الإلكترونية، واحتضانها وإطلاقها. إذ نحتاج لحاضنات ومبادرات تدعم الأفكار الإبداعية والخدمية في المجالات الإلكترونية والذكية.
هيوز شدد على أن «المال لا يصنع المشروعات، بل الفكر هو الذي يصنعها، صحيح أن المال يساعد فقط على قيام المشروعات وتحقيقها، لكنه ليس كل شيء».
سنستمع للنصيحة .. وهي نصيحة مهمة تطالب الإبداع أن يستمر، لأنه عدو التقليد، ولأن التقليد هو السلاح الرهيب الذي يمكن له فقط القضاء على العقول.. لن نقلد.. سنستمع للنصيحة..!
لكن الأهم أن يسمعها من يدعم الشباب.. من يريد أن تصبح المملكة قوة تقنية وحاضنة للأفكار الإبداعية، ولو صرف بعض المال الذي يصرف على المدن الصناعية التقليدية ، خصوصاً المتعثر منها، لتغيرت المعادلة ببعض الدفع الإيجابي لإقامة صناعة معرفية معلوماتية محلية - عربية.
حتى ذلك الحين لسنا مستعدين للتوقف عن تقليدكم مستر هيوز..!