لا شك أن التاريخ سيذكر أن هذه السنة 2014 كانت أكبر ميزانية في تاريخ السعودية على الإطلاق، وسيذكر أن التعليم حصل على ربع هذه الميزانية بالتمام والكمال، ميزانية ضخمة لو أديرت بعناية ستنقلنا إلى مصاف متقدمة جداً في سلم ترتيب دول العالم الثالث، سيذكر التاريخ أن خادم الحرمين الشريفين
قال حرفياً بعد الإعلان عن هذه الميزانية «أرجوكم قابلوا شعبكم كبيرهم وصغيرهم كأنهم أنا، وأطلب من الوزراء أن يؤدوا واجبهم بإخلاص وأمانة ويضعوا الله عز وجل بين أعينهم». ومما لا شك فيه أن ملك الإصلاح يعني الكلمة التي قالها بالحرف الواحد، إذ عرف عنه -حفظه الله- تقديم مصلحة المواطن والحرص على إرساء العدل والمثل والقيم الإنسانية، وكم كنت أتمنى أن كل مسؤول يحمل ما يحمله عبدالله بن عبدالعزيز تجاه الاهتمام بمصلحة الوطن والمواطنين، ولكن -للأسف- أن هؤلاء ليسوا كثراً، لغياب التدقيق والمحاسبة مع كل جهة فيما تحقق من نتائج تنموية في ظل هذه الميزانيات الضخمة. تمنيت أن التعليم يخبر المواطنين ويطمئنهم من خلال نشر ميزانياته كاملة، لربما يفيدهم ممن يقرؤها بطريقة ما لنصبح من أفضل دول العالم في مجال التعليم قياساً بالميزانية التي منحت للتعليم والتي تفوق ميزانية الدولة التي تتسيد العالم في مجال التعليم. تمنيت أن يتم التعرف من المسؤولين عن نتائج تخصيص 24.56 % مليار ريال دون الحصول على مخرجات تستحق هذا المبلغ الضخم، تمنيت أن يخبرنا المسؤولون عن عدم وجود طلاب سعوديين في أفضل خمس جامعات في العالم أو عشر أو عشرين من تلك الجامعات المصنفة أكاديمياً على مستوى العالم، ألا يعلم المسؤولون كم نسبة شبابنا المبتعثين المنتقلين من جامعة إلى جامعة بحثاً عن الأسهل. غياب الطلبة السعوديين عن الدراسة في أول خمس جامعات أمريكية على العالم أمر غير مقبول. كنت أتمنى أن يتم وضع شرط للتعليم العالي في عدم ابتعاث أبنائنا للدراسة في الخارج إلا للدراسة في الجامعات العشر الأولى عالمياً أو العشرين، أما الدراسة في ما عداها من جامعات فليس فيه أي إنجاز!