بعيدا عن كرة القدم وقوانينها والأخلاق التنافسية التي تنميها، بعيدا عن كل مايتعلق بالقوانين التي تتحقق بموجبها صفة الأسطورة لتطلق على لاعب كرة قدم سعودي في المجتمع السعودي لم يقترب لهذا اللقب سوى لاعب من طراز المحاربين القدماء الذين كلما زادت سهام القتل فوق أجسادهم خلقوا فرصا أكثر للنجاة والنجاح، كلما شاهدوا حجم العوائق التي زرعت في طريقهم ازدادت حماستهم للنجاح ووجدوا له
طعما لذيذا مغايرا، ماهي العقلية التي يملكها سامي الجابر ليجعل من نفسه مالئ الدنيا وشاغل الناس؟!!، هل لأنه يفهم الإعلام أكثر من الاعلاميين أنفسهم، أم لأنه يفهم صنعة كرة القدم أكثر من أي إنسان من ناطقي لغة الضاد، أم لأنه يملك سرا للنجاح قسمت الناس حوله إلى عاشق مغرم أو كاره مترصد، شهرة سامي الجابر لايمكن الوقوف منها موقفا محايدا، نجاحات سامي الجابر لاتقبل أنصاف الحلول، إما أن تستفزك لتقف منه موقف الحاقد بوعي أو دون وعي، او أن تطربك وتمنحك نشوة الفوز والشعور بالتميز، عندما تجتمع جميع الظروف الأسطورية وتمنحك لقب «الأسطورة» فالمدح والذم لايضيفان لك شيئا ويصبح التحدي الوحيد هو قدرتك على منافسة نفسك إذ لاخصم يمكن المفاخرة بهزيمته، وهذا مايفعله سامي الجابر ويقدمه دروسا مجانيا للآخرين ! شئنا أم أبينا دخل هذا اللاعب المجال الأسطوري واقترب من الحصول على كامل سحره وإثارته وبريقه، فهو اللاعب الوحيد المحرك لإثارة الشارع الرياضي ومحور أحاديثه، مثل كل الأساطير ينقسم الناس حوله بين محب وكاره، بين صديق وعدو، بين مقلل ومهول، سامي الجابر عندما قرر أن يحقق لقب أسطورة يعرف أن ذلك لايعتمد على رجال الإعلام في نفس الوقت الذي لايمكن تحقيقه بدونهم، قدم درسا في الرياضة مفاده: عندما تهتف جماهير ناديك ضدك وتطالب برحيلك وتجعلها في اليوم الآخر تهتف لك وتطالب ببقائك فذلك يعني أنك تستحق لقب الأسطورة لأنك حققت مايستحيل تحقيقه في عالم كرة القدم وربما في أي عالم آخر، لأن ذلك يعني أنك شخص يؤمن بالإنجازات ويترك للآخرين مهمة التقليل من شأنها! كان لاعبا اختلفت الملايين حوله، كان مديرا للنادي هاجمته الملايين وتغنت بعشقه الملايين، صار مدربا فأصبح أكثر إثارة وباعثا على الحب والحقد في آن واحد، فهذه الأسطورة وماتفعل!