دعا الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش أمس الجمعة الى تنظيم استفتاء في كل من مناطق أوكرانيا لتقرير مصيرها وفق ما نقلت عنه وكالة أيتار تاس الرسمية الروسية. وقال يانوكوفيتش في هذا النداء الذي أوجهه الى الشعب الأوكراني بصفتي رئيساً أناشد الأوكرانيين بتنظيم استفتاء حول وضع كل منطقة في أوكرانيا. ويرى الرئيس المعزول أن الاستفتاءات هي الوحيدة التي ستحافظ على وحدة البلاد. وأضاف أن الانتخابات الرئاسية المبكرة لا يمكن أن تعيد الاستقرار الى الوضع السياسي وتحفظ سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. كما طالب يانوكوفيتش الذي فر من أوكرانيا في فبراير ويعتقد بحسب معلومات صحافية أنه يقيم في ضاحية موسكو بشطبه عن قوائم حزب المناطق الذي كان يترأسه والذي سيجتمع اليوم السبت لتحديد إستراتيجيته للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو. هذا، وأقر الحزب بوجوب إعادة تنظيمه بشكل كامل وهو يعتزم المشاركة في الانتخابات التي تجري بعدما صوتت القرم في استفتاء على انضمامها الى روسيا. في غضون ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة أن الدور الذي لعبته القوات الروسية في القرم أظهر القدرات الجديدة العسكرية التي عمل على تعزيزها. وقال بوتين إن أحداث القرم كانت اختباراً في إقرار ضمني بمشاركة عسكريين روس في السيطرة على شبه الجزيرة الأوكرانية. وشكر بوتين قيادة أسطول البحر الأسود وعناصره فضلاً عن وحدات أخرى منتشرة في القرم على ضبط نفسها وشجاعتها متحدثاً خلال حفل تقليد اوسمة في الكرملين نقله التلفزيون. وقال إن احتراف العسكريين الروس أتاح تفادي الاستفزازات ومنع إراقة الدماء وضمان الشروط لاستفتاء حر وسلمي. وتابع يجب الآن مواصلة تطوير القدرات القتالية لوحدات قواتنا المسلحة بما في ذلك في القطب الشمالي. وكان بوتين حصل في نهاية فبراير من مجلس الشيوخ الروسي على تفويض لتكليف الجيش بالتدخل في أوكرانيا. وكان مسلحون مجهزون تجهيزاً جيداً ولكن بدون إشارات مميزة تكشف عن انتمائهم سيطروا على البنى التحتية في شبه جزيرة القرم ولم يتأكد رسمياً تدخل القوات الروسية قبل الاستفتاء الذي جرى في 16 مارس وضم القرم تالياً الى روسيا. من جهتها نقلت وكالة أنباء روسية عن مسؤول أمني رفيع إبلاغ الرئيس فلاديمير بوتين أمس الجمعة بأن موسكو تواجه تهديدات متزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها الذين يحاولون إضعاف نفوذ روسيا في أوكرانيا. وقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن الكسندر ماليفاني نائب رئيس جهاز الأمن الاتحادي قوله هناك زيادة كبيرة في التهديدات الخارجية للدولة، وأكد أن الرغبة المشروعة لشعوب القرم ومناطق شرق أوكرانيا تسبب هستيريا في الولايات المتحدة والدول الحليفة لها. وقال إن روسيا تتخذ إجراءات هجومية في مجال المخابرات والمخابرات المضادة للتصدي للجهود الغربية لإضعاف النفوذ الروسي في منطقة لها أهمية حيوية لموسكو. الى ذلك رأى المبعوث الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تيم جولديمان أنه ليس من المتوقع حتى الآن انفصال شرق أوكرانيا على غرار شبه جزيرة القرم. وقال السفير السويسري في برلين أمس الجمعة في تصريحات إن الساسة والسلطات هناك يرون مستقبلهم في الدولة الأوكرانية ويعملون حالياً على تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس والعشرين من مايو المقبل. وذكر جولديمان أن حدوث مواجهة في أوكرانيا لن يصب في مصلحة روسيا. وفي الوقت نفسه حذر جولديمان من زيادة التدخل الخارجي في أوكرانيا موضحاً أن على الشعب الأوكراني أن يقرر بنفسه ما هو جيد لأوكرانيا وما هو ليس جيدا. يأتي ذلك في وقت واصل فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الجمعة تهديده لروسيا بأن على عليها سحب القوات التي حشدتها على طول حدودها مع أوكرانيا والتفاوض مع الأسرة الدولية. وقال أوباما إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حشد قوات على الحدود بين البلدين قد يكون مجرد محاولة لتخويف أوكرانيا او قد يكون لديهم خطط أخرى. وتابع أنه من أجل التوصل الى نزع فتيل التصعيد وتسوية هذا الوضع على روسيا أن تسحب قواتها وتبدأ بالتفاوض مباشرة مع الحكومة الأوكرانية ومع الأسرة الدولية.