قرأت ما كتبه الأخ محمد عبدالله الفوزان تحت عنوان (حقوق المرأة مرة أخرى)، وقد قال: «وقيادة المرأة للسيارة حق لها لا يعارضها فيه إلا عنصري يحتقر المرأة ويحط من قدرها وينتهك حقوقها)!
ولي هنا وقفتان:
الأولى: قيادة المرأة للسيارة مسألة كبرى لن أخوض فيها فلست لا أنا ولا أنت الذي يمخر عباب هذه المسألة أو يتحدث فيها، فلها أهلها ممن يمتلكون العلم والرؤية والقرار، وأربأ بنفسي وأربأ بك أيضاً أن يكون أحدنا رويبضة، وقد قيل للرسول صلى الله عليه وسلم وما الرويبضة؟ فقال: «الرجل التافه الذي يتكلم في أمر العامة»، وحاشاك ثم حاشاك لست بذلك الرجل، بل فيما أعلم أنك رجل لك مكانتك وأنت علم في أهلك ومجتمعك!!
الثانية الأخيرة: من العجب الذي لا ينتهي لدي أن الأخ محمد وصف من لا يرى رأيه بأنه عنصري يحتقر المرأة ويحط من قدرها وينتهك حقوقها! وهنا كأنه بلسان حاله يقول لنا يا معشر القراء {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}! على رسلك يا ابن فوزان! ما هذه الفوقية وما هذا التعالي؟! هوّن على نفسك وأعطها قدرها فذلك يمنحك حجمك الطبيعي، يا أخي أنت من أنت حتى تحكم على من لا يرى رأيك بتلك الإقصائية وبذلك الحكم القطعي الفظ الممجوج؟! لست أعلم هل أنت هنا تناقش وتحاور أم تتحدث بفوقية وتصدر الأحكام على من يخالفك رأيك وتصمه بالعنصرية وانتهاك الحقوق؟! حنانيك! نحن هنا نتحاور ونتناقش وتتلاقح أفكارنا ورؤانا، يا أخي نحن من (عزيزتي الجزيرة) التي أعرفها وتعرفها أنت منذ سنوات قاربت الثلاثين عاماً وربما تجاوزتها، ولم تعلمنا أبداً الإقصائية ولا الفوقية ولا إصدار الأحكام على من يخالفنا، بل علمتنا (عزيزتي الجزيرة) الحوار الهادف والبناء وتقبّل الآخر ولو خالفك فهي تتيح لك أن تبيّن رأيك تجاه طرحه مع حرصها على التزامك باحترام رأيه ولو كان مخالفاً لرأيك! هكذا علّمتنا (عزيزتي الجزيرة)! نعم أخي محمد اطرح ما لديك لكن بدون إقصاء للآخرين وبدون الحكم عليهم جزافاً مهما اختلفوا معك!!
دمت ودام الجميع بخير.