سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك حفظه الله
إشارة لما نشرته جريدتنا الجزيرة بتاريخ 38 ربيع الأول 1435هـ تحت عنوان (لا للمزيد من كليات الطب) بقلم الدكتور محمد الخازم، تحدث فيه عن الكليات القائمة بالمملكة، وأنها كافية في غالبية التخصصات، وعلينا بالصبر لتضخ مخرجاتها، ونحن بحاجة إلى الجودة، ومن ثم التوسع في التخصصات الفرعية. وقال إن كليات الطب السعودية ستخرج 40 ألف طبيب أو أكثر خلال العشرين سنة القادمة، يتم إضافتهم إلى عدد الأطباء العاملين حالياً (16 ألفاً)، وبذا يرى أنه يكفينا العدد الحالي من كليات الطب، وأن تخريج 40 ألف طبيب خلال الـ20 سنة القادمة يُعتبر إنجازاً رائعاً. وقد أيده في رأيه هذا الدكتور الربيعة بتاريخ 7-4-1435هـ، ومما قاله أن العدد التراكمي للخريجين حتى عام 1445هـ سيكون 57304 أطباء، يضافون إلى الـ16 ألفاً الذين هم على رأس العمل عام 1429، وسيكون لدينا بعد استبعاد التسرب 63895 طبيباً، وعندئذ تكون نسبة السعودة 75 %، بينما نسبة النمو السكاني تتجاوز الـ3 %. وهذا أهم ما تضمنه الموضوع.
وأقول للأخوَين الكريمَين: قد نوافقكما على عدم التوسع في عدد كليات الطب، ولكن يجب التوسع في عدد القبول في كليات الطب الحالية؛ لأن تخريج كليات الطب الآن يتم بالقطارة، وكان آخرها ما خرجته كلية طب جامعة جيزان منذ أيام، وحسبته أو توقعته 500 خريج نظراً لحاجتنا الماسة لأطباء من أبناء الوطن. وإذا كنا سنستمر على القبول بكليات الطب بأعداد متدنية فلن نكتفي بالأطباء السعوديين ولا بعد مائة عام، وإذا كان يوجد لدينا 16 ألف طبيب، وفرضنا أنهم هم خريجو كليات الطب، وينحصرون في كليتَي الطب بجامعة الملك سعود، وعمرها 48 سنة، وطب جامعة الملك عبدالعزيز، وعمرها 40 عاماً، وهما أقدم كليتَي طب وجوداً، وما عداهما من الـ33 كلية طب لا تزال بكراً، ومجموع سنوات الكليتين 88 سنة، ومتوسط ما خرجته الكليتان 182 طبيباً في كل عام، بمن فيهم خريجو قسم الأشعة وعلم الأدوية وعلم الأعضاء وأخصائيو التخدير وما إلى ذلك، فبهذا أجزم بأنه سيكون الأطباء البشريين منهم لا يزيد على 75 % تقريباً من أولئك الخريجين، بما يعني تدني عدد التخريج. هذا أمر، والآخر أنه لو فرضنا تخريج الأربعين ألفاً فهل سيكون عدد السكان في عام 1445 هو عدد سكان اليوم؟ في حين يقدر النمو السكاني بما يزيد على الـ3 %، فكم سيكون عدد السكان بعد عشرين سنة؟ وإلى متى سنستمر في التعاقد مع الأطباء الأجانب؟ علماً بأننا اليوم بحاجة ماسة إلى أطباء عامين لفحص وعلاج مرضى الإنفلونزا والزكام والكحة والتهاب الحنجرة الإسهال والإمساك.. وهذه هي الأمراض الشائعة في وطننا، وتمثل أكثر من 80 % من أمراض المجتمع. أليس من المهم ومن الأولى أن تغدقوا علينا بمثل هؤلاء الأطباء؛ لنستغني عن الأطباء الوافدين؟ ولكم أن تتعاقدوا مع استشاريين أجانب كيفما شئتم، وحينما نكتفي نهتم بالتخصص. وأؤكد أنه لو سار تعليمنا الطبي كمسار التعليم العام حينما أرادت وزارة المعارف (أيام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ والأستاذ عبدالوهاب عبدالواسع رحمهما الله) توفير مدرسين وطنيين وافتتحت معاهد المعلمين الابتدائية لأكثر من عشرين سنة، وحينما اكتفى التعليم بمعلمي الابتدائي التفتوا إلى تخريج معلمين للمتوسط برفع مؤهل القبول بالمعاهد حتى اكتفى التعليم التوسط أو قريباً منه، ثم طورت المعاهد إلى كليات المعلمين.. فلو اتبع التعليم العالي مثل هذه الخطوة أو وسع القبول بكليات الطب لكفته عشرين سنة، ولكن الذي يلوح في الفق هو البقاء على وضعنا الحالي.