منذ فترة من الزمن، ونحن نشهد أعمالاً إرهابية، تطل علينا من وقت وآخر في «العوامية» بمحافظة القطيف في شرقنا الغالي، التي فقدنا بسببها -مع الأسف- بعضاً من جنود الوطن، الذين قدموا أنفسهم رخيصة فداء للوطن وقيادته وشعبه، في مواجهة مع «خونة الوطن» من الذين ارتموا في أحضان العدو، فكانوا بمثابة دمى تحركهم أياد خارجية، تمكنت من أن تعبث بعقولهم من خلال أجندة إثارة الطائفية والمذهبية، وقضايا الأكثرية والأقلية، حتى صاروا أدوات يحركونهم وفق أجندتهم متى شاءوا، لدس المؤامرات، وبث الكراهية والعداوة بين أبناء الوطن، ونشر دعاوي مضللة، مزوجها بالمذهبية، وهدفهم الأصلي زرع البغضاء بين أبناء الوطن، وشق لحمة الصف بين شعبه وقيادته، إن قضية مثل هذه، تمس أمن الوطن، لا يجب أن نداهن حولها، ولا نتهاون في تناولها، فمهما كان حزننا على الضحايا من شهداء الواجب كبير، وكبير جداً، لكننا أمام مشاهد الإرهاب الجديد، لم نستطع أن نفسر (صمت) المشائخ هناك في شرق الوطن الحبيب، ولا صمت من يسمون أنفسهم بالمثقفين والمفكرين، لا سيما ونحن نراهم يمارسون الصوت العالي فيما يدعّون أنها نشاطات إصلاحية! وانتقادات علنية للدولة والجهات الحكومية، وتغريدات ظاهرها يفضح باطنها ومضمونها، ملؤها وسائل الاتصال الاجتماعي، بالرغم من أنهم يعلمون أن للوطن قيادة، وأن هناك مشروعات إصلاحية تسير على قدم وساق، طالت جميع مناحي الحياة المختلفة في وطنهم، وأن جهودَ حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين رعاه الله، وسمو ولي عهده الأمين، والنائب الثاني وفقهم الله، النهوض بجميع الخدمات التي تهم الوطن والمواطن، وترعى مصالحه، حتى شهدنا أن البلد تحول إلى (ورشة عمل كبرى) بينما (هؤلاء) يعلو صوتهم انتقادات وتصريحات، ينجح إعلام الغرب، وأعداء الوطن في استغلالها لتشويه صورة الوطن، والتقليل مما يحدث فيه من تغيرات إيجابية وإصلاحات حقيقية، ويكتفون بتسليط الضوء على السلبيات، وكأنهم رجع الصدى لأعداء الوطن، ولا يهتمون أو يهّمون أنفسهم في استعمال عدساتهم المكبرة التي يركزونها على السلبيات فقط، في إبراز إيجابيات تحققت في الوطن ومشروعات أنجزت، ومواقف دولية وإقليمية تحملت المملكة العربية السعودية جهوداً في التصريح بها من منطلق مبادئها التي لن تحيد عنها لمصلحة أمتيها العربية والإسلامية وخدمة الإسلام، لهذا لم نر (لهؤلاء) ما يستحق أن نتوقف عنده لنحسبه لهم، ونصفق لهم، كوقفاتمنصفة وعادلة ومساندة لوطنهم، تصب في مصلحة تقوية اللحمة الوطنية، ودعم السلم المجتمعي، ليدينوا ويشجبوا (ويعقلّوا) من شطت به دروب الضلال من أبنائهم، بدلاً من ترديد دعاوي أعدائنا المضللة، وإن كانت (كتاباتهم هؤلاء) لن تعدل نقطة دم واحدة من دماء الجنود الذين قدموا أرواحهم على أكفهم للدفاع عن وطنهم، ومقدراته وأمنه، في مواقف بطولية رائعة سيسجلها لهم التاريخ، إن الولاء للوطن (ولي وطن آليت ألا أبيعه _ وألا أرى غيري له الدهر ساكنا) وحينما يكون الولاء لغيره، فهذه (خيانة) والوطن لن يغفر لمن يخونه من أبنائه، ولن يسامحهم، ونحن لن ندخل في متاهات التخوين، أو المزايدات على من يحب الوطن أكثر، ولن نجرد أحداً من وطنيته؛ إلا حينما هو يفعل، لكن يجب أن نصدع بالحقيقة، ولا غيرها نقول، حينما نقول «الوطن لنا جميعا» فهو لنا جميعا، ولا يمكن السماح لفئة أو السكوت عليها عندما نراها تقف مواقف متباينة، متضعضعة، أو تريد تعطيل مشروعنا في بناء الوطن، خاصة حينما تكون المواقف المتخاذلة تمس (أمن الوطن.. فأمنه خط أحمر) فلا يمكن المساومة على أمننا، وبخاصة أن الوضع في المنطقة يشهد صراعات مذهبية وطائفية وسياسية، تُذكى، ويتم النفخ في أوارها، وحينما يكون موقف حكومتنا وفقها الله هو (أن تقف بحزم وقوة ضد كل من يحاول العبث بأمنها واستقرارها، وأمن وسلامة أبنائها ومواطنيها) فليس أمامنا إلا أن نقول لقادتنا (سمعا وطاعة) ففي رقابنا بيعة لقادتنا، وولاء لوطننا، ونحن جنود فداء له، فهذا وطننا الذي يسكننا كما نحن نسكنه (ووطن لا نحميه، لا نستحق العيش فيه).