لكل شخص صفحة قد يخفيها عن الآخرين، هذه الصفحة ربما تكون ذات لون وردي جميل، لكنه يريد أن تكون خاصة به فقط، وقد تكون الصفحة ذات لون رمادي، لكنه يتردد في إظهارها للآخرين، وقد تكون صفحة ذات لون أسود لن يفكر أبدًا أن يراها أحد..
نحن كالكتاب المفتوح لمن أردنا أن نكون معه كمحرك بحث يأخذ ما يريد بكبسة زر..
ومع البعض الآخر كالمواقع المحجوبة لن يعرف ما نكنه بأنفسنا إلا إذا كان ذا دهاء ومكر ليكشف سرنا..
بالفعل هناك أشخاص قد يتحولون ألف لون ولون.. وعلى أي شكل، فقط ليصلوا إلى رغبتهم أو هدفهم المنشود..
هؤلاء الأشخاص صعب أن تعرفهم في حياتك حتى تجربهم.. وإن جربتهم لن تستطيع أن تخبر عنهم أحدا بصوت مرتفع، لأن تربيتك تجبرك على ستر عيوب أخيك.. ويكفيك أن تدعو الله أن يريحهم من المرض الذي يسكن أوصالهم، وهو مرض التشكل والتلون..
فقد حدثت تجربة قديمة بأن وضعوا فئرانا مع قطط بنفس القفص وذلك للتعايش.. زعمًا منهم أن القط لابد له أن يتشكل ويغير من طبيعته ليحب الفأر، والفأر عليه أن يغير من طبيعته ليصبح قويًا لا يخاف من القط..
فهم عندما يجبرون الطبيعة على أن تسير عكس تيارها، هنا يجب أن نعي أن ذلك خارج القانون الطبيعي للحياة..
وفي آخر الأمر اكتشفوا أن الطبع دائماً يغلب على التطبع.. فالقط آخر الأمر أكل الفأر..
فلو كان الفأر ذكيًا لابتعد عن القط وحاول أن يقي نفسه من الخطر.. لكن قلبه الطيب ظن أن الخبث والمكر قد انجلى من قلب ذلك القط بعد العشرة..
لكن للأسف القط سيبقى قطاً، وحالما تنتهي مهمته مع الفأر سيأكله دون أي رحمة..
فعلى الجميع أن يحذر من هجوم القطط وأن يكون بقلب فأر لكن بعين أسد..