دعا الرئيس المصري عدلي منصور هنا مساء أمس إلى تعزيز العمل العربي المشترك وإعلاء المصلحة القومية العربية.
وقال منصور أمام أعمال الدورة العادية الـ25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة برئاسة الكويت «إن عروبتنا ليست شعاراً بل هويتنا ومصدر قوة كبيرة لنا إذا قدرنا ما توفره من إمكانيات لا وجود لها بشعوب أخرى».
وأعرب منصور عن ثقته بأن رئاسة دولة الكويت لفعاليات القمة العربية الحالية ستؤتي ثمارها الطيبة.
وأشاد منصور بالدعم الذي تلقاه الشعب المصري من الدول العربية قائلاً إنه جاء «في أخطر مراحل التطور المجتمعي التي خاضتها مصر في تاريخها الحديث».
ودعا الرئيس المصري إلى مكافحة الإرهاب واتباع تحرك محدد تجاه ذلك الأمر الذي يتطلب تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والتعاون في تسليم المطلوبين قضائياً وعدم توفير الدعم والمأوى لهم بأي شكل من الأشكال.
وحث القمة على النظر في ثلاثة مقترحات بينها إعلان العقد الحالي (2014-2024) عقداً للقضاء على الأمية في العالم العربي واعتماد برنامج محدد للتخلص من هذه الظاهرة خلال عشر سنوات بالإضافة إلى دعم المبادرة المصرية في مجلس الجامعة العربية لعقد اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب لوضع إستراتيجية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.
وأضاف أن ذلك يشمل أيضاً وضع إستراتيجية عربية موحدة بعناصرها الفكرية والثقافية والتعليمية والإعلامية لمواجهة نمو وانتشار الفكر المتطرف.
كما تطرق الرئيس المصري إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط قائلاً إن القضية الفلسطينية لا تزال قضية العرب المحورية، واوصفاً الاحتلال الإسرائيلي بأنه وصمة عار في جبين الإنسانية.
وأعرب عن أمله في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، مطالباً المجتمع الدولي بالعمل على إيقاف أي محاولات إسرائيلية للنيل من حرم المسجد الأقصى الشريف والمقدسات التي تمثل خطاً أحمر «إذا تم تجاوزه لن يستطيع أحد التنبؤ بنتائجه».
وقال «إن إسرائيل باعتبارها قوة احتلال تتحمل المسئولية الكاملة لحماية الأقصى وأطالب المعنيين والمهتمين بحقوق الإنسان القيام بدورهم في رفع معاناة الشعب الفلسطيني بشكل فوري ومطالبة إسرائيل بالوفاء بمسئولياتها تجاه سكان غزة».
وبشأن الوضع الداخلي في مصر قال منصور إن بلاده لن تنسى من اختار المؤازرة قلباً وقالباً لأحداث 30 يونيو 2013 التي خرجت لتصحيح مسار ثورة 25 يناير 2011 واستكمال أهدافها.
وقال الرئيس المصري إن «الشعب نادى بالحرية والعدالة .. للحيلولة دون اختطاف الوطن لتغيير هويته وجره بعيداً عن الإرادة الجامعة والضمير الوطني لجميع المصريين وسط ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد».
وأضاف أن المصريين أوشكوا على الانتهاء من كل تعهدات المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن الانتخابات البرلمانية ستجرى في أعقاب الاستحقاق الرئاسي بعدما أقرت البلاد الدستور في وقت سابق من العام لتكون مصر قد استكملت بناء الدولة الحديثة التي يبتغيها شعبها.
ودعا منصور بعض الدول التي لا تزال تقف على الطريق الخطأ من مسار التاريخ إلى مراجعة موقفها وتصحيح خياراتها لينضوي الجميع تحت مظلة الأخوة والتآزر العربي.