في خبر شكَّل حدثاً سياسياً احتل الصفحات الأولى من الصحف المحلية أمس، قالت أخبار من مصادر موثوق بها إن الأمين العام لحركة النهضة ورئيس حكومة الترويكا الأولى حمادي الجبالي قدَّم استقالته من الحركة استعداداً لخوض تجربة سياسية جديدة بشكل منفرد، أو ضمن تيار يجمع أحزاباً أخرى.
وقالت المصادر ذاتها نقلاً عن الناطق الرسمي للنهضة إن الحركة بصدد دراسة مطلب استقالة الجبالي، فيما التزمت قيادات النهضة الصمت التام حيال هذا الخبر الذي أكدته دوائر مسؤولة قريبة من الحركة.
وتأتي هذه الاستقالة قبل الاستفتاء المزمع إجراؤه هذه الأيام حول تأجيل عقد مؤتمر النهضة أو إجرائه مطلع الصيف، ووسط عودة قوية لأعضاء الحكومة القياديين في الحزب إلى ساحة العمل الحزبي الميداني بما خلق أجواء جديدة داخل الحزب مخالفة لما كانت منذ تولي النهضة السلطة. كما تجدر الإشارة إلى أن حمادي الجبالي منذ تخليه عن رئاسة الحكومة كان قليل الحضور بمقر الحزب.
يُذكر أن أخباراً كانت قد راجت منذ أشهر حول اعتزام الجبالي ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة إلا أن الحركة لم تنفِ ولم تؤكد الخبر، إلى حين انتشار ما يشبه الحملة الإعلامية التي تقر بتقديم الجبالي استقالته منذ أكثر من شهر إلى زعيم الحركة الشيخ راشد الغنوشي الذي لم يصدر عن مكتبه أية ردة فعل.
وعن صمت مؤسسات الحركة قالت المصادر ذاتها إن مؤسسات الحركة «ليس لها من خيار إلا قبول استقالة حمادي الجبالي» بالنظر إلى إصراره على الخروج من الهيكل التنظيمي للحركة في اتجاه إمكانية الدخول في مغامرة سياسية وحيداً أو في إطار هيكل حزبي جديد.
وفسرت المصادر نفسها عدم الإعلان أو القبول الرسمي لهياكل حركة النهضة باستقالة حمادي الجبالي بكون «الأمر يتعلق بربح للوقت من قِبل قيادة الحركة خاصة أن لها أجندة الاستفتاء الداخلي حول موعد المؤتمر القادم الذي من المنتظر أن تنظمه الحركة أواخر شهر مارس الحالي».
وأضافت «ليس من مصلحة الحركة إعلان استقالة أمينها العام في هذا الوقت». وتعود الأسباب الحقيقية لاستقالة الجبالي - حسب المصادر نفسها - إلى الوضع الداخلي للحركة، وهو ما يفسر «عدم مباشرته لنشاطاته في الأمانة العامة منذ خروجه من رئاسة الحكومة في حكومة الترويكا الأولى.
وقالت إن إطرافاً داخلية داخل النهضة فيما يسمى «مجموعة المهجر» دفعت الجبالي إلى الاستقالة، خاصة أنها كانت تصف أداءه طوال فترة حكمه بـ»الهزيل والتوافقي»، في حين كانت تدفع هي إلى مواقع أكثر تجذراً وراديكالية في التعامل مع الخصوم السياسيين.