اقتحمت قوات روسية فجر أمس الاثنين قاعدة عسكرية أوكرانية في فيودوسيا في القرم؛ ما أدى إلى إصابة العديد من جنود البحرية الأوكرانيين بجروح، بينما أُسر بين 60 و80 منهم، بحسب وزارة الدفاع الأوكرانية. وتمت العملية التي بدأت عند الساعة 04,20 (02,20 تغ) بدعم من عربات مدرعة خفيفة ومروحيات، كما سمع إطلاق نار من أسلحة رشاشة، بحسب المصدر نفسه. وغادرت شاحنات تنقل الجنود الأوكرانيين موثوقي الأيدي بعد ذلك بساعتين. وأعلنت الوزارة في بيان «أُلقي بقائد الكتيبة ديمترو دلياتنتسكي ونائبه روستيسلاف لومتيف أرضاً، وتعرضا للركل في الوجه، ثم نُقلا على متن مروحية أقلعت إلى وجهة غير محددة». وتابع البيان بأن العسكريين الروس لم يسمحوا بنقل العسكريين الأوكرانيين الجرحى إلى المستشفى، دون تحديد عدد الجرحى. وأضاف «هناك في الوقت الحالي بين 60 و80 جندياً بحرياً أُسروا بأيدي عسكريين روس في مرفأ فيودوسيا». ومضى يقول إن العسكريين الروس اشترطوا للإفراج عن العسكريين الأسرى «الرحيل القسري للضباط الأوكرانيين من القرم إلى أوكرانيا». ولم ترد أي معلومات حول ما إذا كانت وحدة مشاة البحرية في القوات الأوكرانية قاومت القوات الروسية في فيودوسيا. واحتلت القوات الروسية وقوات موالية لها في الأيام الأخيرة العديد من القواعد العسكرية الأوكرانية دون معارك في القرم، واستولت على العديد من سفن الأسطول الأوكراني الذي يتمركز القسم الرئيسي منه في مرافئ شبه الجزيرة التي باتت تابعة لروسيا. وأقر وزير الدفاع الأوكراني ايغور تنيوخ الأحد بأن «الوضع معقد في القرم. كما تعلمون فإن سفناً تم اعتراضها، ومن ثم السيطرة عليها (من قبل الروس) مع أن كل القادة صدر لهم الأمر باستخدام السلاح».
وتسعى القوات الروسية في القرم منذ أربعة أيام إلى الاستيلاء على القواعد التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية. وسيطرت القوات الروسية السبت على قاعدتين في نوفوفيدوريفكا وبلبيك، وسُمع إطلاق نار خلال العملية ضد قاعدة بلبيك. وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية إجلاء رجالها من القاعدة وسقوط جريحين، هما صحفي وجندي أوكراني. وكان الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف قد أعلن أمس الاثنين أن كييف قررت سحب قواتها من شبه جزيرة القرم. وقال تورتشينوف خلال اجتماع مع رؤساء الكتل النيابية إن «لجنة الأمن القومي والدفاع توصلت إلى قرار بتوجيه تعليمات إلى وزارة الدفاع للقيام بعملية إعادة انتشار للوحدات العسكرية المتمركزة في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي». وتابع بأن الحكومة تلقت التعليمات بتأمين المساكن لعائلات الجنود ولأي شخص «أجبر على ترك منزله بسبب الضغط والعدوان الذي تمارسه قوات الجيش الروسي المحتلة». ويشير إعلان تورتشينوف إلى تغيير في موقف السلطات الأوكرانية التي كانت سمحت في الماضي للعسكريين باستخدام أسلحتهم للدفاع عن قواعدهم في القرم التي تحتلها القوات الروسية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. ويأتي هذا التطور بعد أقل من شهر على حصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تفويض باستخدام القوة بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني المقرب من روسيا فيكتور ياكونوفيتش في 22 شباط/ فبراير الماضي. وتفقد القوات الأوكرانية مواقعها في شبه الجزيرة أمام تقدم القوات الروسية أو الموالية للكرملين، التي اقتحمت السبت القاعدة الجوية الأوكرانية الأساسية خارج سيمفروبول عاصمة القرم. وسيطرت القوات الروسية والميليشيات الموالية لروسيا أمس الاثنين أيضاً على القاعدة البحرية الأوكرانية في ميناء فيودوسيا في شرق القرم. وقال الرئيس الأوكراني: «بالرغم من الخسائر الفادحة، فإن الجنود الأوكرانيين في كييف قاموا بواجباتهم». من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أن الولايات المتحدة وأوروبا «متحدتان» لجعل روسيا «تدفع ثمناً» على تدخلها في أوكرانيا، وذلك في مستهل زيارة تستمر يومين إلى هولندا. وصرح أوباما أمام صحفيين إثر لقاء مع رئيس وزراء هولندا مات روته في أمستردام بأن «أوروبا والولايات المتحدة متحدتان في دعم الحكومة والشعب الأوكرانيين، ونحن متحدون لجعل روسيا تدفع ثمناً على الأعمال التي قامت بها حتى الآن».