ما أكثر ما نردد بيت شوقي الشهير:
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر
ضل قوم ليس يدرون الخبر
وعلى كثرة ما نردده نجد أن بعضاً منا لا يستحضر هذا البيت عند الكثير من القضايا المعاصرة، فكثير من القضايا الكبرى التي نعيشها اليوم هي امتداد لقضايا سابقة لو درسناها.
يذكر أحد مؤرّخي الغرب أن فهم التطورات السابقة لأي قضية حادثة معين كبير على حلها، وتجاوز الأزمة والمشكلة الحادثة!!
وبنظرة سريعة للكثير من المشاكل والقضايا التي تمر بنا الآن في عالمنا العربي والإسلامي نجد أنها امتداد لقضايا سابقة، لم نتمكّن من حسمها في وقتها أو لم نعطها حقها من العناية والمعاجلة والاهتمام.
الأمثلة كثيرة فما يجري في مصر امتداد لقضايا سابقة، وما يجري في سوريا امتداد لإهمال سابق، وما يجري في دول الخليج هو عدم دراسة التاريخ من بعضنا وجهل أن دول الخليج أسرة واحدة وقصَّر في ذلك أو تناسى ذلك، وبالتالي فقوة دول الخليج هو في تكاتفها.
وطالع في الكثير من الأزمات تجدها امتداد لأزمات سابقة.
ولعلي أختم حديثي هنا بنص حديث ابن خلدون عن علم التاريخ، وهو جدير بتكرار القراءة.
«اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية، إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم. والأنبياء في سيرهم. والملوك في دولهم وسياستهم. حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا».