حذّر مراقبون ومحللون سياسيون يمنيون، من احتمال انتكاسة عملية التسوية جراء تصاعد حدة الخلافات بين الأطراف السياسيَّة، التي قد تُؤدِّي الى العودة بالأزمة اليمنية إلى مربعها الأول، الذي كانت عليه في العام 2011م.
جاء ذلك في أعقاب بلاغ تقدم به يوم الجمعة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى النائب العام، حول تلقيه تهديدات تمس حياته من جانب حزب التجمع اليمني للإصلاح «الإخوان المسلمين».
وقال محامي الرئيس اليمني السابق: إنّه تقدم ببلاغ عاجل إلى النائب العام الدكتور علي أحمد الأعوش، على خلفية تهديدات صريحة تمس حياة الرئيس صالح.
وأرجع المحامي محمد المسوري البلاغ إلى التهديد العلني من قبل القيادي في حزب الإصلاح «الإخوان المسلمين» فؤاد الحميري أثناء خطبة الجمعة، الذي يُفيد باعتزامهم «الاخوان» الهجوم واقتحام منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واعتقاله.
وطالب المحامي المسوري، في تصريحات نقلتها عنه وكالة «خبر» اليمنية للأنباء، النائب العام بسرعة اتِّخاذ الإجراءات القانونية بموجب البلاغ.. وعدّ البلاغ دليلاً جديدًا يُضاف إلى الأدلة السابقة التي تدين «الإخوان» في جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة في صنعاء منتصف عام 2011م والذي استهدف حينها الرئيس السابق وكبار مسئولي الدَّولة في اليمن.
كما طالب المحامي محمد المسوري بتكثيف الحماية العسكرية والخاصَّة للرئيس علي عبد الله صالح ومنزله. وكانت، جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، صعَّدت من خطابها الهجومي ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح وهدَّدت، بمقدرتها على الوصول إليه.. وذلك في تطوّر وصفه مراقبون بأنّه «خطير» وينبئ بفصل جديد من التأزيم وربما أعمال العنف والهجمات.
وكان الحميري أكَّد في خطبة الجمعة قدرة من - أسماهم بشباب الثورة بالوصول الى منزل الرئيس اليمني السابق واعتقاله.
في غضون ذلك، عدّ عدد من المراقبين أن تهديدات حزب الإصلاح «الاخوان المسلمين» للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، تمثِّل تطوَّرًا خطيرًا في مسار عملية التسوية السياسيَّة التي يرعاها المجتمع الدولي، وتنذر بعودة الأزمة اليمنية إلى مربعها الأول الذي كانت عليه في العام 2011م..
فيما توقع آخرون أن يكون لمجلس الأمن الدولي موقف حازم من هذا الجانب، خاصة في ظلِّ القرار الذي أصدره المجلس مؤخرًا فيما يتعلّق بمعرقلي عملية التسوية.
من جانبه علّق المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي العام - الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأحزاب التحالف الوطني، على التهديدات بقوله: «إن الإخوان المسلمين في اليمن يعلنون عن نواياهم للهروب من تنفيذ برنامج مخرجات الحوار الوطني إلى افتعال مظاهرات وزوابع وإطلاق تهديدات لتأزيم الوضع وتعكير الأجواء».
وشدَّد عبده محمد الجندي، على تمسك حزب المؤتمر الشعبي وحلفائه بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وأكد أن زوابع الإخوان ليست في مصلحة الرئيس هادي. وأضاف الجندي أن: «تهديدات ومظاهرات الإخوان المسلمين زوابع الهدف منها الهروب من تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والالتفاف على مرجعية المبادرة الخليجيَّة، إضافة إلى أن تصرفاتهم تتنافى كلية مع الدستور والقانون.. كما أن محاولات هذه القوى أن تكون أعلى من القانون والدستور ليس في صالحها».
وقال المتحدث باسم المؤتمر الشعبي وأحزاب التحالف الوطني: «إن الزعيم علي عبد الله صالح لديه الملايين من الأنصار والمؤيدين وسيقفون معه». مشيرًا إلى أن «الإخوان المسلمين» عقب الهزائم التي تعرَّضوا لها في بلدان عربيَّة كثيرة وبما أن الأثر يشملهم في اليمن ولا بُدَّ فإنّهم يسعون إلى الخروج بمظاهرات ومسيرات لاستعراض قوتهم وهي بالأصل دليل ضعف وانحسار فالقانون أقوى منهم».
وأضاف الجندي: «إن الرئيس عبد ربه منصور هادي ليس من مصلحته هذه الزوابع التي يقوم بها الإخوان، وعليه العمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني».
على صعيد آخر، أكَّد عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله «الحوثيين» وجود أنصاره بشكل كبير في العاصمة اليمنية صنعاء. وقال الحوثي، في خطاب متلفز: «نحن في صنعاء لا نحتاج إلى ابتلاع صنعاء، كما يقولون ويهولون، نحن موجودون هناك.. جزء كبير من جمهورنا موجود في صنعاء».
وفيما يتعلّق بنزع السلاح، أكَّد عبدالملك الحوثي، التزام جماعته بتسليمه شريطة وجود الدَّولة القادرة على حمايتهم ودفع الخطر والشر الداخلي والخارجي، مشيرًا إلى أن جماعته لن تكون مضطرة إلى حمل السلاح.
واتهم الحوثي مليشيات حزب الإصلاح «إخوان اليمن» ومسلحين تابعين للواء علي محسن الأحمر بقطع الطرقات وقتل المارة في منطقة «همدان» المتاخمة للعاصمة صنعاء.