الجميع يعرف ما يمر به العراق من أحداث مؤسفة وقتل وترويع للعراقيين من قبل قوات المالكي وجيشه، ولعل المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك يعلم مدى بشاعة ووحشية الجرائم التي يتعرض لها العراقيون في الإقليم الغربي «ذو الأغلبية السنية»، وإن ما تنقله القنوات الفضائية ما هو إلا جزء يسير جداً مما يحدث على الأرض.
سبب كل تلك الدماء وجود رئيس وزراء أقل ما يوصف به بأنه طائفي من الطراز الأول، ناهيك عن كونه «دمية» تحرك بخيوط إيرانية وقد ظهر مؤخراً بقناة فرانس 24 الفرنسية في مقابلة تلفزيونية حملت الكثير من المغالطات والتهم الملفقة التي بينت مدى انفصاله عن الواقع من خلال سرده للعديد من الأكاذيب التي لا يصدقها عاقل مدعياً حمايته لسنة العراق، كما اتهم السعودية بإعلان الحرب على العراق عن طريق سوريا ودعمها لفصائل وجماعات مسلحة داخل العراق، جاعلاً من هذه التهم شماعة يعلق عليها فشله في إدارة وحل المشاكل الأمنية والسياسية في العراق.
ولعل المالكي ومن خلفه نسوا القوانين المتقدمة التي سنتها المملكة في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وفرض العقوبات الرادعة على كل من يشارك في عمليات قتالية أو ينتمي أو حتى يتعاطف مع تلك الفئات، وأعدت قوائم بتلك الجماعات تحدث دورياً، ومن المعلوم أن دعم المملكة للثورة السورية لم يكن يوماً دعماً للجماعات الإرهابية التي تعتبر المملكة نفسها في حرب عليها مند سنوات، وإنما الدعم للثوار السوريين العزل الذين يقتلون بقوات الأسد وحلفائه من حزب الله والحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية الطائفية العراقية مثل لواء أبو الفضل العباس وغيرها من الجماعات الشيعية العراقية الممتثلة بالدرجة الأولى للقرار الإيراني.
جدير بالذكر أن المالكي بطائفيته هو المسؤول الأول عن كل الأحداث الدموية بالعراق من خلال تهميشه أولاً للسنة، ولرموزهم وهم مكون رئيس في الحياة السياسية في العراق رغم هشاشة تمثيلهم أصلاً وإقصائهم بأي طريقة، مستغلاً ما بيده من سلطات ومرتكزاً على قانون اجتثاث البعث سيء الصيت، الذي أصبح سيفاً مسلطاً على أغلب السنة في العراق، وسبب رئيس في عزلهم.. ثانياً رفض المالكي الإصغاء لمطالب المتظاهرين في الأنبار والمدن العراقية الغربية ذات الأغلبية السنية، بل إنه استخف بمطالبهم واستحقرها رغم شرعيتها، وقد اتهم اعتصامات المتظاهرين في العراق بأنها أصبحت مجمعاً للإرهابيين، معلناً الحرب عليها بنفس طائفية، وتشبيه حربه ضدهم بأنها حرب بين أتباع الحسين وأتباع يزيد، متناسياً أن أهل الأنبار والعشائر هم من قضوا على القاعدة بالعراق من خلال صحواتهم التي انقلب عليها المالكي بعد ذلك.
بقي أن نقول إن تصريحات المالكي واتهاماته الأخيرة للمملكة وقطر بدعم الإرهاب بالعراق للأسباب طائفية وسياسية لا تعدو أن تكون إلا إملاءات إيرانية بحتة هدفها نشر الطائفية أولاً لترهيب الشارع الشيعي، وثانياً مصالح سياسية لخدمة أهدافه الانتخابية.