مدخل: قال الله عزَّ وجلَّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} صدق الله العظيم. حقاً إنه شيء مؤسف أن نسمع في الآونة الأخيرة ومن محيطنا الرياضي انتشار كلمة المخدرات وأن هناك البعض من الرياضيين يتعاطون مادة الحشيش هذه الحشيشة الملعونة يقول عنها ابن تيمية رحمه الله. هي وآكلها ومستحلوها الموجبة لسخط الله وسخط رسوله صلى الله عليه وسلم وسخط عباده المؤمنين.
بدون شك ومن وجهة نظري الشخصية المتواضعة أقول إنه من حق اللاعبين الرياضيين أن يعيشوا حياتهم الخاصة بهم لمصلحتهم الشخصية لكون هذا الشيء لن يدوم لهم لأنه مجرد مرحلة مؤقتة وتنتهي، وبعد ذلك يصبحون مجرد أشخاص عاديين وكلامي هذا لا يعني أن تبرر لمرتكب الخطأ خطأه ولا الوقوع في الذلة زلته أبداً لم أقصد ذلك، قال تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} (النساء 28)، ولا بد أن نعرف تمام المعرفة أن المخدرات بأنواعها لا تحمل إلا المرض والدمار وهناك كثير من الأمراض والمشاكل التي لا تُعد ولا تُحصى يُصاب بها متعاطي المخدرات.
وكما يعرف الجميع أن الزلات والأخطاء قد تختلف وتتباين فلربما يكون هناك خطأ أو أخطاء يسهل نسيانها وتنتهي في وقتها، وقد يكون هناك أخطاء كبيرة لها تبعات مؤثّرة جداً في حياة مرتكبها سواء كان رياضياً أو غير ذلك وتكون القشة القاصمة لظهر البعير كما يقولون. ويكون لها تبعات ولو بعد حين. والشيء المحزن أن يكون مرتكب أو من يقوم بتعاطي هذه الآفة وأعني بها (الحشيشة) ممن يعيشون بيننا وفي محيطنا الرياضي من الذين أنعم الله عزَّ وجلَّ عليهم فلم يقدّروا هذه النعمة حق قدرها هرولوا مع الأسف خلف شهواتهم التي ساقتهم أو سوف تسوقهم إلى دهاليز مظلمة. هكذا عاقبة من لا يحمد الله عزَّ وجلَّ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من عبد إلا وله أربع أعين: عينان في رأسه يبصر بهما أمر دنياه، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر دينه)، ولكن وهنا أشدّد على كلمة ولكن أن تتعدى هذه المصلحة حدود المعقول فهذا الشيء لا يقرّه العقل ولا المنطق. صحيح نحن بشر لسنا معصومين من الوقوع في الخطأ والزلات ولا يعصم إلا الأنبياء والرسل عليهم السلام، وصحيح أيضاً أن الإنسان ضعيف أمام شهواته ورغباته، ولكن العشم كبير وكبير جداً في المسؤولين عن الرياضة في الوطن من حيث وضع الحلول الجذرية لهذه الآفة التي غزت ملاعبنا قبل أن يستفحل الداء ولا ينفع الدواء. لا بد أن يكون هناك أنظمة صارمة بحق من يثبت تورطه في تناول هذه المنشطات.