سعادة رئيس التحرير وفَّقه الله..
يرى الكاتب محمد آل الشيخ أنه يجب مواجهة أمريكا ورئيسها باراك أوباما بخطأ معاييرها تجاه الإرهاب في المنطقة (الأحد 15 جمادى الأولى 1435هـ)، وهو يدرك أن لا جدوى من مواجهة الأقوى بخطأ يعلمه ويصر عليه، فهذا هو سر قوة القوي، ومثل هذا التفكير هو ما فتح الباب للإرهاب العربي ثم (الإسلامي) ضد الغرب بدون نتائج إيجابية لأي منهما، والأجدر في هذه الحالة هو مواجهة الأقوى بنقيصة فيه يعلمها ويخفيها معتقداً أنك لا تعلمها أو تسكت عنها.
نقيصة أمريكا هي أنها تتصرّف على أساس أن مصلحة إسرائيل هي العليا، فوق مصلحة أمريكا نفسها التي تتحقق بتحقق مصالح أهل المنطقة كلها، وتصرفها ليس إرادياً كما يريد البعض وإسرائيل الترويج له بل على طريقة مكره أخاك لا بطل، وهذا هو ما يجب مواجهة أوباما به مع أنه صفعة قوية على وجه بلده.. إمبراطورية اليوم.
فمنذ أن قرّر الإسرائيليون في أمريكا وفي فلسطين ابتزاز بوليصة تأمين أمريكية على حياة إسرائيل والعمل جار على تحقيق ذلك بتخريب البنية الأخلاقية لتلك الإمبراطورية الفخورة وتمزيق نسيج ديمقراطيتها التي تزهو بها وذلك بإذلال أعضاء الكونجرس والتحكم بأصواتهم للحاجة عندما يعني الأمر مصلحة إسرائيل وكذلك التغلغل في القضاء وتطبيقات الدستور وتخويف الرئاسة (لا أحد ينسى تشدّق مناحيم بيقن أنه يستطيع التحدث للشعب الأمريكي من فوق رأس الرئيس كارتر، أو تهديد أحد خامات إسرائيل علناً بإفشال سعي الرئيس أوباما لفترة ثانية ويتفق أكثر المحلّلين على أنه استوعب الدرس جيداً.
أيها الكاتب الكريم لا مصلحة في استعداء أو معاداة أمريكا التي ظللنا لسبعة عقود نرنو إلى مشاركة حضارية معها ونتقطع حسرة كلما خربت إسرائيل قلاع رمالنا حالما نبنيها وها نحن اليوم نسعى جاهدين لبدء مشاركات حضارية مع أمم أقل منها شأناً وأضعف شأواً بعدما قطعت إسرائيل علينا كل السبل إليها.
عندما يدرك أوباما أننا نعرف ذلك ونرأف بخاطره سيكون موقعنا أمامه أقوى كثيراً.