الجزيرة - عبدالله أبا الجيش:
شاركت المملكة العربية السعودية في معرض لايبزيج الدولي للكتاب ، والذي أقيم خلال الفترة من 15-16 مارس 2014م بجناح مميز بإشراف الملحقية الثقافية بجمهورية ألمانيا الاتحادية، إذ يعد المعرض من أحد أقدم معارض الكتب في ألمانيا والعالم وثاني أكبر معرض عالمي للكتاب بعد معرض فرانكفورت الدولي؛ نظراً لنشاطه الذي بدأ منذ أكثر من ثمانية قرون، حيث يهدف المعرض في الأساس إلى دعم الأنشطة الثقافية في شرق ووسط أوروبا.
وحظي جناح المملكة الذي قام بافتتاحه معالي الأستاذ الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا، وسعادة الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحميضي الملحق الثقافي بجمهورية ألمانيا الاتحادية ومدير معرض لايبزيج السيد أوليفر سيله، ومدير معرض فرانكفورت السيد يورجن بوس ومدير جامعة لايبزيج العريقة، والأستاذ الدكتور إبراهيم بن عبد الله السعدان، مدير عام الإدارة العامة للتعاون الدولي بوزارة التعليم العالي، والأستاذ سعود بن محمد الضبيعي، مدير إدارة شؤون المعارض إضافة إلى عدد من المبتعثين السعوديين ولفيف من المثقفين والأدباء ووكلاء نشر ورؤساء اتحادات النشر القادمين من بلدان مختلفة وعلماء الاستشراق من الجامعات الألمانية المرموقة.
وتألق الجناح السعودي مُجدّدًا، والذي شهد هذه السنة زيادة مساحته من 40م2 إلى 80م2، من خلال عدد الزوار الكبير والإصدارات المتنوعة التي ضمت كتبا مختلفة شملت كافة المجالات الأدبية والعلمية والإنسانية والفنون، إضافة إلى عدد من مطبوعات الجهات الحكومية والخاصة وبعض العروض المرئية عن المملكة العربية السعودية. كما شهد الجناح السعودي كعادته إقبالا كبيرا واستفسارات كثيرة عن المملكة وأدبها وحضارتها خصوصا من قبل المستشرقين الألمان وأساتذة قسم علوم الإسلام والاستشراق بجامعات لايبزيج وبرلين الذين يجدون ضالتهم كل سنة في الجناح السعودي باعتباره الجناح العربي الوحيد المشارك منذ ثمان سنوات.
وقامت الملحقية الثقافية بتقديم ورش قصيرة لتعلم بعض الأحرف العربية والخط العربي والتي لاقت إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور الألماني. وفي كلمة صرّح الدكتور الحميضي «إننا نفخر بمشاركة المملكة كممثل عن الثقافة والفكر العربي، ونسعد كل عام بتميز الجناح في استقطاب الجمهور المتعطش دوما لاكتشاف النتاج العلمي والثقافي بالمملكة ومعرفة كل ما يهم المملكة العربية السعودية».
هذا وحلّت سويسرا مركز اهتمام المعرض بأدبها ولغاتها الرسمية الأربع، الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانشية التي يتميز أدبها في إبراز ثقافة جبال الألب رغم كون اللغة في خطر الاندثار، وذلك بوفد من ثمانين كاتبا ومؤلفا شاركوا في 150 فعالية ثقافية عكست تنوع سوق النشر والفنون في بلدهم المتعدد اللغات.
ولا يهدف معرض لايبزيج للكتاب إلى مجرد عرض الكتب بل إلى تكريس مفهوم التعليم الذاتي وتشجيع الأجيال الناشئة على القراءة، حيث يخصص منظمو المعرض أكبر قاعة في المعرض لأدب الأطفال والشباب ولورش الرسم والأعمال اليدوية، وتعرض أكثر من أربعين دار نشر متخصصة في الكتب التعليمية والمدرسية والكتاب المسموع وأدب الأطفال أحدث إصداراتها في هذا المجال. وخصصت إدارة معرض لايبزج للكتاب قاعة خاصة لأول مرة لقصص الرسوم المصورة اليابانية المعروفة باسم «المانغا»، والتي تحقق انتشارا هائلا بين أوساط الشباب الألماني الذين يملؤون على مدى أيام المعرض قاعاته بأزيائهم الملونة المقلدة لأبطال هذه القصص.
تجدر الإشارة إلى أن المعرض استقطب هذا العام 175.000 زائر، توزعوا بين أروقة 2200 دار نشر يمثلون 43 دولة مشاركة بآخر إصداراتها من الكتب. وظلت الكتب الإلكترونية محطة اهتمام المعرض والزوار الذين يؤكدون على أن قيمة الكتاب الورقي لا تضاهيها أي تقنيات أخرى. وواصل المعرض إقامة عدد من المحاضرات والندوات أبرزها عن النشر الرقمي وتحدياته، إضافة إلى فعاليات برنامج «لايبزيج تقرأ» الذي شمل حوالي 2800 فعالية ثقافية ليس فقط على أرضية المعرض بل في أكثر من 250 موقعاً في مختلف أنحاء مدينة لايبزيج متنوعة بين قراءات أدبية وشعرية وحلقات نقاش وأمسيات موسيقية، حيث أفاد مدير معرض لايبزج الدولي للكتاب أوليفر تسيله «إن فعالية «لايبزج تقرأ» التي تقام بموازاة المعرض منذ عام 1996 تهدف إلى تحفيز القراءة وزيادة الاهتمام بالكتاب من خلال التواصل المباشر بين المؤلفين والناشرين والقراء».
ويُعتبر معرض لايبزج اليوم مكاناً يلتقي به الكاتب مع جمهوره ويقدم المعرض إلى جانب المحاضرات والقراءات برنامجاً موسيقياً للشباب والعائلات. ولا يخلو معرض لايبزج من الجوائز حيث يقدم جائزة «معرض لايبزج» وجائزة التفاهم الأوروبي.
وفي إطار الإقبال الذي يُلاقيه الجناح السعودي في هذا المعرض المتميز كل عام، ودعم معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري لتعزيز مشاركة المملكة في هذا المعرض الهام، فقد قام الملحق الثقافي بتوجيه الشكر والتقدير لدعم معاليه لإنجاح مثل هذه التظاهرات العلمية والثقافية المُتميزة التي تُساهم في تمثيل النهضة العلمية والثقافية التي تشهدها المملكة، ونافذة يعبر من خلالها الزوار إلى ثراء الأدب والثقافة السعودية، وإلى اكتشاف النتاج العلمي والثقافي بالمملكة في مجال الكتابة والنشر، كما توجّه بالشكر إلى معالي سفير خادم الحرمين الشريفين بألمانيا الأستاذ الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي على دعمه للملحقية لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية.