حذَّر عدد من الأكاديميين المختصين بالعلوم الشرعية من الخلافات العقيمة بين الدعاة وطلبة العلم.
وقالوا إن أضرارها عظيمة على المجتمع، لأن الدعاة لهم الدور الكبير في توعية الناس بأمور دينهم ودنياهم، وأقوالهم تستشهد بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال الصحابة وسيرة السلف الصالح. وطالبوا الدعاة وطلبة العلم بعدم الانزلاق في هذه الخلافات.
المجتهد المخطئ
بداية يؤكد الدكتور سليمان بن صالح الغصن أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الخلاف أمر طبعي لابد أن يحصل، والمجتهد المخطئ له أجر على اجتهاده إذا كان من أهل الاجتهاد، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد. وإذا أخطأ طالب علم أو داعية فإنه يناصح ويبين له خطؤه ولا يتابع عليه، ولكن لا يصح أن يكون خطؤه وزلته سبباً في البغي عليه، وإنكار فضله، وحطّ مكانته. وما نراه من بغي وظلم وتراشق بالاتهامات وتتبع للزلات، وإساءة وسوء ظن وفجور في الخصومات يرجع إلى أسباب كثيرة منها: الهوى، والجهل، والتعصب، والتحزب، والحسد، وضعف الإيمان، وقلة الورع، وحب الشهرة، والانتصار للنفس، وضيق الأفق وعدم تقدير العواقب، والاستجابة لإملاءات الحاقدين والمندسين وأعداء الوطن والدين. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يجمع القلوب على طاعته، وأن يجنبنا سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
التنوع لا التضاد
وتقول د. سعاد بنت محمد السويد أستاذ العقيدة المساعد والمذاهب المعاصرة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن: أوجد الله - عز وجل - التنوع بين البشر بل في الكوكب الذي نعيشه من ليل ونهار وارتفاع وانخفاض، وبسبب الاختلاف البشري شرع الله تنوع الاجتهاد في فروع العقيدة وأصول الفقه وفروعه، وهذا أحد معالم صلاحية ديننا وإصلاحه لكل زمان ومكان.. والواقع يقول: لا يمكن جمع الناس على رأي واحد في التفاصيل، فإذا كان الواقع ينفي إمكانية الاجتماع على رأي، وإذا كان التنوع سنة كونية - إن وُجد على وجهه الصحيح أورث الاستيعاب - فمعنى هذا أننا بحاجة إلى التنوع. وإذا قلنا إننا بحاجة إلى التنوع فنحن بحاجة إلى المذهبية والاجتهادات المتنوعة المختلفة.
لكن المعضلة مع الواقع الذي نعيشه اليوم في هذا الصراع القائم باسم المذهبية، فنحن نرى أن من أسباب الصراع المذهبي ما تفعله بعض القوى الخارجية لإثارة الفتن في الأمة؟
هناك سنة كونية مفادها أن التدخل الخارجي لا يستطيع التأثير إلا بقدر ما يوجد من ضعف داخلي. هناك أعداء في الخارج ومؤامرات ومن ينكر ذلك يجافي الحقيقة. ولكن من يحمّل العدو والمؤامرة كل المسؤولية فهو متهرب من واقع مواجهة الذات، ونحن نحتاج إلى شيء من نقد الذات. فإذا التفتنا إلى الضعف الداخلي إصلاحاً له استطعنا أن نواجه قوى التدخل الخارجي.
ومن سيعالج الضعف الداخلي المثير لهذه الفتن.. العلماء، فالعلماء العاملون المثقفون المتبصرون الربانيون يملكون النظرة الثاقبة في الشريعة ليستخرجوا منها العلاج للواقع، ولكن للأسف هناك من طلبة العلم من يتهم ويراشق العلماء بالتهم ويقدح في نواياهم، حتى يصل الأمر الى التبديع والتفسيق والتكفير والخروج من الدين.
فالعلماء يقولون إن فاعل الكفر قد لا يكون كافراً، فهناك ثنائية معروفة عند أهل العلم في الأصول وفي العقائد وفي الفقه، في أصول الفقه والفقه والعقائد، وهي ثنائية الكفر والكافر، الكفر والتكفير، الفسق والفاسق، البدعة والمبتدع، فليس كل من قام به الكفر كافراً، وليس كل من قامت به البدعة مبتدعاً، وليس كل من قام به الفسق فاسقاً؛ لأن إثبات هذه الأحكام هذه قضية ثانية.
هذا يحتاج مثل قولنا إلى اجتماع الشروط وانتفاء الموانع، فيأتي واحد يعمل ببدعة لكن ما يعرف أنها بدعة، أو عنده تأويل فيها ليس مطّرحاً، تأويل قد يكون مقبولاً؛ لأن التأويلات مثلاً في البدع منها ما هو مقبول ومنها ما هو مطّرح.
مثلاً بعض مسائل الفسق ممكن ترك النوافل، شخص مستديم على ترك النوافل، طائفة من أهل العلم يقولون: من استدام على ترك النوافل فهو فاسق. كيف يستديم دائماً على ترك نوافل العبادات، لا يصلي الصلوات الراتبة لا يصلي الوتر، لا يصوم صيام التطوع، هو دائماً لا يفعل أي شيء تطوعاً، بعض العلماء قال: من استدام ترك النوافل هذا من الفسق.
لكن هذا فيه نظر أيضاً، طائفة من أهل العلم يأخذون بحديث الأعرابي الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال لما علمه الفرائض الخمس، قال: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفلح إن صدق».
فدل على عدم اعتبار مثل هذا الكلام.
طبعاً العلماء الذين قالوا بهذا الأمر يريدون التحذير من ترك النوافل.
لكن هنا إذاً ثنائية بين الفسق والتفسيق، فهناك مسائل لو نطرد فيها - نطرد يعني نجري فيها - أن كل ما قال فيه أهل العلم أنه كفر فمن قام به فهو كافر، أو أنه فسق فمن قام به فهو فاسق، أو أنه بدعة فمن قام به فهو مبتدع، هنا لم يستقم لنا شيء لأجل كثرة خلاف العلماء في هذه المسائل، ولكن هنا يُركز على أشياء:
أولاً: أن يكون الكفر مجمعاً عليه، أو أن يكون الخلاف فيه مطرحاً لا اعتبار له عند عامة أهل العلم.
الثاني: أن يكون الفسق مجمعاً عليه، أو أن يكون الخلاف فيه مطرحاً لا اعتبار له، أو في مناقضة الدليل.
الثالث: أن تكون البدعة متفق عليها، أو أن يكون الخلاف فيها مطرحاً لأجل عدم وجود ما يدل عليه من فعل السلف الصالح.
طبعاً ما نرى هنا ما انتشر في القرون الأخيرة من هذه المسائل نرى في الخلاف والوفاق فيما كان القرون المفضلة، أما ما أُحدث بعد ذلك على غير مثال سابق فهو يدخل في حد البدعة وما شابه ذلك.
فنجد الشخص وهو محب لعلمائه، يقول حينما أقرأ في أحد المنتديات في الإنترنت فأحسست بشيء في قلبي تجاه العلماء، ثم استغفر الله سبحانه وتعالى.
فلابد أن يحصن المرء نفسه وهو يرى هذه الفتن وهذه الأحداث العظيمة؟ أولاً الإنترنت وسيلة من الوسائل التي حدثت كغيرها من الوسائل، فيجب أن تُستثمر في الخير، ويجب أن لا نجعلها حجة علينا؛ لأن هذه منة من الله جل وعلا، فمن استخدمها في سيء فعليه وزره ومن استخدمها في حسن فله أجره، مثل أي وسيلة من الوسائل.
ما يُنشر في الإنترنت يفتقد الكثير من الآداب الشرعية، إذا نظرت للحوار الذي يجري في الإنترنت، الواحد كونه يبدي ما في نفسه طيب، ما فيه شيء تبدي ما في نفسك أو تنتقد بعض الأشياء أو تستفسر ولو كان الاستفسار فيه غلظة، هذا ليس فيه إشكال من هذه الجهة.
لكن يتأدب بآداب الشريعة، يأتي واحد ينتقد وضعاً لكنه يهاجم عالماً من علماء المسلمين، أو يستعدي الناس على واقعها أو على علمائها أو على دولتها، أو يصم بأوصاف الكفر ونحو ذلك.
هذا كله خوض في أمور بلا علم، والله جل وعلا يقول: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء.
مصيبة عظيمة
وتضيف د. السويد قائلة: فإذا كان الذي يكتب يكتب بدون ظن منه أنه سيلقى الله - جل وعلا - ويحاسب على ما كتب هذه مصيبة عظيمة، وإذا كان يكتب أو يشارك في الرأي وهو يعلم أنه محاسب وليس كحديثه مع زميل له، أنت الآن تنشر ليقرأها آلاف من الناس أو مئات الآلاف، أو ربما أكثر، فكيف إذا كان بسبب كلمة قلت إنه حصل كذا وهو ما حصل، أو قلت إن فلاناً فيه كذا من الأفعال وهو ليس فيه، أو سمعت كلاماً ونشرته على أنه حقيقة وأنت ما تثبت منه وانتشر بين الناس على أنه حقيقة ثابتة، مثل ما عُزي إلي في الإنترنت ما قال: أن فلان على كثير من أهل العلم وعلى كثير من الولاة، نُسبت أقوال أحياناً وأفعال لم يفعلها الإنسان البتة ويستغرب كيف جاء الافتراء ثم جاء الانتشار بعد ذلك.
والسلف وضعوا آداب البحث والمناظرة، كيف تبحث مع إنسان وترد عليه.
هذا يسب هذا وهذا يشتم هذا، بل أتوا إلى أشياء - هداهم الله - إلى أشياء شخصية، يتكلم عن الإنسان في عائلته، يتكلم عنه في بيته، طيب من تلقى كيف يثبت له أن هذا صحيح أو غير صحيح؟
والناس عندنا مولعون بشيء هو من تركيبة المجتمع العربي بعامة، مولعون بالشك، الأصل عندهم دائماً ليس السلامة، الأصل عندهم الشك؛ لذا يأتون يقولون واحد والله فعل هذا الفعل، يصدقونه؛ لأن الأصل عندهم الشك، وهذا مرتبط بالبيئة القبلية أو البيئة البدوية أو لظروف قديمة نمت عند الناس الحذر والشك في أي تصرف من التصرفات، لكن هذا ليس شرعياً، الأصل في المسلم السلامة. واحد يأتي ويقول قولاً في الإنترنت يتهم فيه فلاناً أو يذكرون أشياءً في الأسر أو يتعلق. .. هذه أمور سيئة، أو يستخدمون الإنترنت لحوارات هابطة وسباب وشتائم، هذا يترفع العاقل عنها فضلاً عن مسلم يخشى الله جل وعلا ويعلم أنه غداً سيحاسبه الله جل وعلا، {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق.
وأنا أرجو أن تُخصص حلقة في قناة المجد لآداب الحوار في الإنترنت، يشارك فيها بعض المعروفين بالاهتمام بهذا المجال من طلبة العلم الشرعي أو الدعاة، كيف نحاور على الإنترنت، كيف نستثمر هذه الوسيلة، ما الأشياء التي تُنشر والأشياء التي لا تُنشر، التحذير من اتهام الناس، الدعوة إلى الإنصاف والعدل في هذا الأمر.
إذا أردنا النظر إلى المسألة بشكل مبدئي، ولكن قد يأتي شخص آخر ويرى أن المشكلة في الإعلاميين لأن العلماء يحاولون عمل شيء ما، ويأتي الإعلاميون ويشوهون رسالة العلماء، فلنخرج من قضية البحث عمّن نحمّله المسؤولية إلى مرحلة يتحمل فيها كلّ منا مسؤوليته من مكانه، أقول: أنا المسؤول، فإذا رسخت لدينا (ثقافة أنا المسؤول)، وأضيفت إليها ثقافة البحث وعدم الارتجالية والتسرّع في التصوّر وبالتالي المعالجة فسنرى أثراً كبيراً.
لن نقبل الاستدراج إلى المعارك التافهة والقدح في بعضنا، دعونا نعمل فلدينا مشروع وعندنا أمة تحترق وبنية متهدمة، والبنية التحتية للعمل المؤسسي الإسلامي شبه غائبة، وأمامنا مهمة الصياغة الفكرية للتخاطب مع الآخر وقبلها أو معها الحوار الداخلي وهي تكاد تكون مفقودة.. فلنتكلم عن القضايا الحقيقية للأمة.
تدعو دائماً إلى الرقي فما هو الرقي.. وكيف نصل إلى رقي هذه الأمة؟
كلمة الرقي في صدق البحث عن مرضاة الله في كل شيء
الرقي أصله وجود عشق الرقي في نفس الإنسان، فكلما ارتقى الإنسان عشق الرقي، وهو منهج رباني، فبالنسبة للتوحيد يكون الرقي فيه بإفراد الله تعالى في العبادة، ومعناه أن أكون رقيباً على نفسي فلا يكون هناك شيء يبذل من نفسي لغير الله رياء أو سمعة أو التفاتاً إلى حب المنزلة بين الخلق. أما الرقي في الفكر الإسلامي هو أن أبحث عن تطبيق أوامر الله عزّ وجلّ لأعيش معنى عبوديتي لله، فأبحث عن كلام الفقهاء في سنن الصلاة وأركانها ومبطلاتها حتى تكون صلاتي أرقى وأقرب إلى الله عز وجل، وفي بيعي وشرائي أبحث عن الحلال في البيع والشراء كما أبحث عن المباح، والزيادة على المباح أن أبحث عن الأفضل فأترك مائة ألف درهم لآخذ درهماً حلالاً، كما أبحث عن كيفية نفع غيري في معاملتي المالية مع انتفاعي كشخص.. أما الرقي في السلوك والأخلاقيات فيكمن في البحث عن الأخلاق لأنها مرضية لله لا أبحث عنها لتسويق أكثر أو لنيل مكانة بين الناس أكبر، فإذا أردنا أن نلخص كلمة الرقي في سائر مناحي الحياة هو أن نبحث عن رضا الله عز وجل، وأن نبحث عن الذي يثمر في القلب ذوق الصلة بالله عز وجل، ونبحث أين مرضاة الله فيما أفعل، لذا ألخص كلمة الرقي في صدق البحث عن مرضاة الله في كل شيء.
الظلم والبغي
وتبيّن د. نورة بنت عبدالرحمن الخضير أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن: إن الله - عز وجل - أمر بالعدل والإِحسان ونهى عن الظلم والبغي والعدوان، وقد بعث نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده واتباع ما أمر به. وأمره بإقامة القسط والعدل والدعوة إلى التآلف والتآخي والتحاب بين المسلمين، ونهاه عن ضد ذلك من التفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]، وبين صلى الله عليه وسلم مقياس التعامل مع هذه الأخوة فقال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه, فليضع المسلم نفسه مكان أخيه، فإن أحب أن يقال فيه ما أراد قوله فليقله أو ليصمت ويدعو له حتى يوافقه في الدعاء.
وقد وجد في هذا العصر أن كثيرًا من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة وأهل العلم، مما يؤدي الى وقوع الاختلاف وعدم التزام الأدب، وهذا الخلاف عائد إلى الجهل بأخلاقيات الحوار والمناظرة،، وعدم التخلق بأخلاق الإسلام كما في النصوص قال تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125]، وقال تعالى {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53]، وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 96] في هذه الآيات رسم لنا سبحانه وتعالى أخلاقيات الحوار الهادف الذي يوصل المحاور إلى مبتغاه وبين سبحانه طرق نجاحه، منها:
أولاً: التزام الحكمة وتكون بالمقالة المحْكَمة الصَّحيحة، قال السعدي: (إنَّ من آتاه الله الحِكْمَة فقد آتاه خيرًا كثيرًا، وأيُّ خير أعظم من خير فيه سعادة الدَّارين، والنَّجاة من شقاوتهما)!
ثانياً: الموعظة الحسنة هي كما قال ابن القيم: (الأمر والنهي المقرون بالرغبة والرهبةْ).
ثالثاً: المجادلة والحوار بالتي هي أحسن قال السعدي: وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلاً ونقلاً.
والمؤمن إن لم يلتزم بهذه الأخلاقيات فـ{إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ} أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم.
فدواء هذا أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يلينوا فيما بينهم لينقمع الشيطان الذي ينزغ بينهم فإنه عدوهم الحقيقي الذي ينبغي لهم أن يحاربوه فإنه يدعوهم {لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} وإن أطاعوه أدى بهم إلى الإساءة في الألفاظ مما يزيد الهوة بين المؤمنين ويخالفوا أمر رسولهم، حيث قال: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)، كذلك من أسباب الخلاف أيضاً إساءة الظن بالناس وتصنيفهم وفق معايير ظنية وتخمينية.