قصتان قصيرتان

(1)

(اجتهاد)

يسير في شوارع العاصمة الرياض.. وفي التحديد عبر شارع الوزير وفجأة وإذا به يشاهد طفلا صغيرا يبكي وفي حالة من الرعب وقلة الحيلة وفقدان أمر مهم.

اقترب منه محاولا تهدئته، ومعرفة أسباب بكائه؟! لكن الطفل ظل يواصل البكاء.. فما كان من هذا الشاب إلا أن قاده تفكيره إلى أخذ الطفل لأقرب مركز شرطة حيث يقع في شارع الوزير بالقرب من حديقة الأمانة.

أخذ الطفل وسلمه للشرطة حيث نال الشكر ثم غادر وعندما وصل لبيت الأسرة كانت المفاجأة بانتظاره حيث وجد الجميع في حالة من الاضطراب والقلق بسبب غياب طفل لضيوف من الأقرباء قادمين من «الدلم».. وهي مدينة قريبة من العاصمة.

بسرعة بديهته طلب وصف الطفل وماذا يرتدي هنا لاح الفرج وابتهج الجميع عندما قال إنني وجدت هذا الطفل وسلمته للشرطة عندما سمعوا الكلام امتزج الفرح بالحزن مع الضحك لطرافة الموقف وسرعان ما توجهوا لقسم الشرطة حيث تسلموا الطفل غير مصدقين أنهم وجدوه.

(2)

(فرحة لم تتم)

كان مولعاً بتربية الطيور، وخصوصا الحمام، فظل يمارس تربيتها وكذلك بيعها بأسعار مناسبة لا سيما حينما يقوم بشرائها من خارج العاصمة بسعر زهيد ثم يبيعها بسعر مضاعف.

في ذلك اليوم توجه منذ الصباح الباكر لخارج العاصمة حيث اشترى كمية من الحمام وعندما وصل للمنزل لأخذ قسط من الراحة بعد عناء مشوار البحث وعناء الطريق حضر شقيقة الذي يصغره بعامين وقام بفتح الصندوق الذي به الحمام حيث خرجت جميع هذه الطيور محلقة في الفضاء من غير رجعة لتسعد بالخروج وكأنها كانت تنتظر الفرج شاكرة من أطلقها.

وحينما قام على صوت تصفيق الحمائم بأجنحتها هاربة من هذا الصندوق أسابته الحيرة وارتسمت علامات الحسرة والحزن على محياه لضياع رأس المال مع تحليق الحمام عائدة لأعشاشها القديمة في قرى مترامية على أطراف العاصمة.

- محمد بن عبدالعزيز اليحيا