الشارقة - دبي - محمد المنيف:
حفلت الإمارات العربية المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين بحزمة من الفعاليات الفنية المتخصصة في مجالات الفنون البصرية التي تنوعت فيها الإبداعات الإنسانية المتوازية مع متطلبات تطور وارتقاء ذائقة من يعيش في عصرنا الحديث، دعي لهذا اللقاء نخبة من محرري الفنون ومراسلي الصحف العرب والأجانب من بينهم صحيفة (الجزيرة) ممثلة في محرر الفنون التشكيلية.. كما كان لهذه الفعاليات حضور متميز من المهتمين بهذه الفنون من مقتنين ومختصين في تسويقها والفنانين من داخل الإمارات وخارجها حيث كان تواجد الفنانين السعوديين بارزاً على مستوى المشاهدة واكتساب الخبرات أو المشاركة عبر معارض لإبداعاتهم منها معرض للفنان أحمد ماطر في الشارقة ضمن برنامج لقاء مارس والأخرى مشاركات في معرض آرت دبي من خلال صالات عرض.
ختام لقاء مارس السابع
ففي الشارقة اختتمت سمو الشيخة حور القاسمي لقاء مارس الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، وأقيمت فعالياته الفنية والمنبرية في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون بمنطقة المريجة في السادس عشر من هذا الشهر، حيث أشارت حور القاسمي في كلمتها الختامية قائلة: (لقد استمعنا على مدار أربعة أيام إلى العديد من النقاشات والحوارات وتبادل الأفكار التي تنطلق جميعها من قناعة راسخة بأن الفن هو مسألة حيوية وهامة في حياتنا اليوم).. حفل لقاء مارس بطرح أبحاث ودراسات وتجارب وخبرات لأربعين مشاركاً، من الأكاديميين والباحثين والفنانين وطلاب الفنون من مختلف دول العالم.
اشتمل برنامج ختام اللقاء بجلسة بعنوان «تخَيل المستقبل»، تحدث فيها كل من محمد حافظ، (من غاليري أثر في جدة)، وسارة رفقي (من مركز بيروت)، وغابي نكوبو (من مركز إعادة تمثيل التاريخ)، زينب أوز (من سبوت).. وجاءت الجلسة التي تضمنت أربعة ممثلين لمؤسسات فنية حول إمكانية المبادرات الفنية في استيفاء احتياجات واقع البنية التحتية لمدينة معينة، أو أمة، أو منطقة.
كما ناقش المتحدثون برامجهم وتطلعاتهم للفن والفنانين، والجمهور الفني في جدة والقاهرة وجوهانسبرغ، وإسطنبول.. كما شملت جلسات ختام مارس عرض فيلم «عودة إلى الطرب» للمخرج فؤاد الخوري، الذي يعد توثيقاً للأمسية الموسيقية التي حملت عنوان «عودة إلى الطرب» والتي كانت من تصور واقتراح طارق عوطي، وبتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون جنباً إلى جنب مع بيرفورما،حيث قام طارق عطوي بدعوة موسيقيين وفناني صوت من جميع أنحاء العالم للتفاعل مع أكبر مجموعة في العالم في مجال الموسيقى العربية الكلاسيكية المسجلة، يديرها كمال قصَار ومقرها في مؤسسة التوثيق والبحث العلمي في بيروت.. حيث ضمت الأمسية 21 موسيقياً من حول العالم قدموا فيها مقارباتهم للموسيقى الكلاسيكية العربية في محاولة لمحاكاة ذلك الإرث بروح إبداعية جديدة.. ووفرت هذه الجلسة فرصة فريدة لعرض فيلم فؤاد الخوري ومناقشة تطور مشروع عطوي.
معرض مارس
كما انطلق بذات اليوم «معرض مارس» الذي ضم أعمال سبعة فنانين شباب، وتُستوحى هذه الأعمال من الهندسة المعمارية والمساحة والحركة في ثقافة الشارقة ومجتمعها.. حيث تلعب التفاعلات القائمة في الشارقة بين السكان والمساحات الخاصة والعامة، فضلاً عن شغل واستخدام هذه الأماكن، دوراً محورياً في هذه التركيبات المصممة خصيصياً لموقع محدد.
وقد عبّر الفنانون عن مجموعة من الاستجابات المتعلقة بموضوع إقامتهم في الشارقة من خلال هذه الأعمال التركيبية الموجودة ضمن المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون وبيت الشامسي في منطقة الفنون.. حيث قدمت نور البستكي عمل بعنوان «سوالف»، و فرانك هاريس قدم «مركبة فضاء الشارقة»، أما عمل هولي هندري أتى بعنوان «التوازن»، وأحمد فؤاد رجب «بلا عنوان»، نورين الشناوي «رسالة مغلقة»، إيمان يونس «الغرفة المقدسة»، مارسليا فلوريدو»قصص قصيرة».
وتعد مؤسسة الشارقة للفنون مبادرة نوعية جديدة تأسست لتطوير آليات النهوض بالفنون البصرية في منطقة الخليج والعالم العربي، وبناء ركيزة مرجعية تعمل على استقطاب الفنانين والعاملين في قطاع الفنون، وعلى اكتشاف واستشراف الواقع الفني واستثمار الخامات الإبداعية الجادة، من خلال توفير فرص الدعم الحقيقي لها، والتعريف بها محلياً وعالمياً عبر برامج العروض الدولية، وبرامج التبادل الثقافي المشترك، ولعل برنامج لقاء مارس الذي انطلق في العام 2008 هو من أهم الفعاليات التي تقيمها المؤسسة بشكل سنوي والرامية إلى تعميق الحوار وتفعيل سبل التواصل مع مختلف المؤسسات الفنية في العالم.
الجدير بالذكر (لقاء مارس) السنوي الذي يأتي هذا العام في دورته السابعة، يعقد على هامش «بينالي الشارقة» أهم معرض دولي للفن المعاصر في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقوم فكرة اللقاء على تشكيل الإطار النظري لهذا البينالي ولتوسعة فضاءه نحو الجديد.
كما يفتح لقاء مارس آفاق الحوار نحو رؤى جديدة للفن، في علاقته بما يحدث في العالم من تغيير، ومعرفة ما يمكن أن يكون عليه مستقبل الفن التشكيلي المعاصر.
آرت دبي في نسخته الثامنة
من جانب آخر انطلقت فعاليات (آرت دبي) برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في دورته الثامنة صباح الثلاثاء الماضي بلقاء صحفي تحدث فيه المنظمين للمعرض عن ما يتعلق ببرامجه، حيث يقدم (آرت دبي)، لزواره فرصة استثنائية للتعرّف على أعمال مجموعة كبيرة وشاملة من فناني المنطقة والعالم، وقد أعلنت أنتونيا كارفر مديرة المعرض في النؤتمر الصحفي عن البرنامج الكامل لفعالياته في العام 2014 بأن المعرض يستقبل النسخة التي تعتبر الأكثر عالمية حتى الآن ويمثلها 85 صالة عرض فنية من 34 دولة وأعمالاً لأكثر من 500 فنان، إضافة إلى صالات العرض المشاركة ضمن ثلاثة برامج متمايزة، وهي: «كونتيمبوراري» (معاصر)؛ «مودرن» (حديث)، والذي يشكل هذا العام انطلاقته الأولى ضمن المعرض؛ و«ماركر» الذي يتناول الفن المعاصر من زاوية مختلفة ويشرف عليه لهذا العام قيّمون يسلّطون الضوء على المساحات الفنية في آسيا الوسطى والقوقاز.. بالإضافة لقاعات العرض السابقة الذكر، كما أشارت السيدة انتونيا كارفرالي إلى أن معرض «آرت دبي» يقدم برنامجاً قوياً من المشروعات التعليمية والفنيّة غير الربحية والتي تتضمن: إقامات الفنانين والقيّمين، ومجموعة من عروض الأداء والأعمال الموضعية التي سيتم إنتاجها بتكليف من «مشاريع آرت دبي»، ومعرض لأعمال الفنانين الفائزين بـ «جائزة مجموعة أبراج للفنون»، بالإضافة إلى «منتدى الفن العالمي» الذي يحظى بتقدير واحترام بالغين بين المختصين، برنامج «راديو» والذي يتخذ شكل محطة إذاعية مؤقتة ضمن المعرض؛ برنامج «سينما» الذي سيقدم عدداً من العروض السينمائية طيلة أيام المعرض؛ برنامج «الشيخة منال للرسامين الصغار» المخصص للأطفال من الفئات العمرية بين 3-14 سنة؛ بالإضافة للجولات التعريفية التعليمية، وجولات القيّمين، وإصدارات الكتب، والحوارات، وغيرها.
وفي هذا السياق، تقول أنتونيا كارفر مديرة معرض «آرت دبي»: «إنّ السنوات الثماني المنصرمة من عمر المعرض تشهد على تطوّره الاستثنائي والحيوي كمعرض للفنون يولي التعددية والنوعية اهتماماً خاصاً، وما توسُّع المعرض هذا العام إلا انعكاس لذلك النمو الذي تشهده البنية التحتية لقطاع الفنون في دبي والمنطقة»، وتردف: «يضرب المعرض جذوره عميقاً في مشهد الفنون لدولة الإمارات العربية المتحدة بما يعزز هوية دبي كمدينة ثقافية رائدة علاوةً على دورها كمركز عالمي للتجارة والاقتصاد والسفر».
وتتابع كارفر: «يعتبر هذا التطور امتداداً طبيعياً لبيئة المعرض الحاضنة -الجمهور الواعي والمتحمس والفنانين والقيّمين وأصحاب الصالات الفنية وداعمي الفنون- الذين شكلّوا على الدوام حافزاً مستمراً لمضيّ «آرت دبي» قدماً في مسيرته».
معرض «آرت دبي»، ينعقد بالشراكة مع «مجموعة أبراج» وبرعاية من «إعمار» و«كارتييه»؛ كما تستضيف «مدينة جميرا» فعاليات المعرض. وتشكّل «هيئة دبي للثقافة والفنون» الشريك الإستراتيجي لمعرض «آرت دبي»، والداعم الأساسي لمشاريعه التعليمية على مدار العام.
أيام التصميم وفضاء الابتكارات
وضمن فعاليات أسبوع الفن في دبي، كشفت الدورة الثالثة من معرض «أيام التصميم دبي» التي انطلقت خلال الأيام الماضية عن أعمال تركيبية مجسَّمة وعروض أدائية حية انطلقت بمفاهيم التصميم الحديثة والمعاصرة نحو آفاق إبداعية واعدة.. حيث اشتمل المعرض على تصاميم تركيبية لنخبة من أشهر المصممين ودور التصميم في العالم من أمثال توم برايس، ومايكل أناستاسياديس، وجايلز ميلر ستوديو، وبنجامين مازين، وإلين إن جي يان لينغ الذين سيمزجون بين الأفكار الرقمية والعضوية.
كما ستشهد فعاليات «أيام التصميم دبي» هذا العام عروضاً حية يقدمها كل من تشن تشن وكاي وليامز وفريق gt2p، وتمثل التصاميم والعروض الحية ثقافات وتقنيات متعددة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين وتشيلي وسويسرا وكندا.