لا مجال للشكّ أبداً في أنّ إطلاق شركة ناشئة هو من العمليّات الفظّة. غير أنّ اعتماد طريقة تفكير مناسبة وإحاطة الذات بالأشخاص الملائمين والتجرّؤ على التصرّف بصورة مستقلّة عناصر ستخوّلك تحقيق نتائج مذهلة.
-القيام بتضحيات: من المتعارف أنه عليك القيام بتضحيات لتحقيق النجاح. وأشير في هذا السياق إلى أنني من عشّاق التزلج. وفي الماضي، كنت أقصد منتجع «سنوبيرد» للتزلج في يوتاه، في كانون الثاني (يناير) من كل عام، مع أصحاب مشاريع آخرين. ولكن بعد أن أسست شركتي «أوكتا»، أصبحتُ أعطي الأولوية لاحتياجات الشركة كلّما ذهبت في عطلة من هذا القبيل. وبالتالي، أمضيتَ القسم الأكبر من العطلة الأسبوعية، خلال السفرة التي قمنا بها في العام 2010، داخل غرفة الفندق، وأنا أضع الصيغة النهائية لجولة التمويل الأولى للشركة، لتحلّ أعمالي في المرتبة الأولى وكأنها طفلي الصغير.
-دائرة معارف داخلية قوية: لا شكّ في أنّ دور الأشخاص الذين تتركهم في محيطك خلال مرحلة تأسيس الشركة كبير جدّاً في نجاحها أو فشلها، علماً بأنّ نوعَين من الأشخاص بالتحديد يصنعون الفرق كله. وبالنسبة إليّ، ساعدني كلّ من تود ماكينون، شريكي في التأسيس، سارا جونسون كيريست، زوجتي، على تحمّل الضغوط المرافقة لإطلاق المشروع، أكثر مما كانت ستفعل أيّ قائمة أعمال ذات أولويّة. وأؤكّد أنّ هذين الشخصين هما نظيراي في مجال الأعمال، وكذلك في جميع الأمور الأخرى. وهما يشكّلان دائرة معارفي الداخلية – أي أنهما أقرب المقرّبين إليّ، ويلازمونني على الدوام كلّما أعربتُ عن حاجة إلى إطلاق الأفكار.
-الأمور تتبدل عندما تكبر في السن: مع نموّ شركتك، قد تتبدّل طبيعة التضحيات التي تقوم بها. وقد لا تعود بحاجة إلى مراجعة كل سطر من القوانين، وبالتالي، تستغلّ الليالي والعُطل الأسبوعية لتطوير فريق هندسي. وبدلاً من إعطاء رقم هاتفك الجوال لكل عملائك، باعتبارك مندوب خدمة العملاء الوحيد في الشركة، يمكنك إعطاء أرقام أيّ من أفراد فريق خدمة العملاء لديك. ومع أنّ اعتماد هذا النوع من التغييرات في مجرى سير العمل قد يسبب تحديات جمة، فهو سيضمن حتماً مواصلة نمو شركتك.
عندما شاركت في تأسيس «أوكتا»، كنت في مرحلة الخطوبة. أما الآن، فأنا متزوج، وأب لطفل عمره 8 أشهر. ومع أنني لا أزال أعمل 16 ساعة يومياً، ما عدت أكرّس يومَي العطلة الأسبوعية للعمل، وما عدت أشاهد عدداً كبيراً من مباريات فريق «سان خوسي شاركس» على التلفزيون، لأنني كلّما عدتُ إلى البيت، أمضيتُ وقتاً مع ابني - أو حاولتُ تعويض ما فاتني من نوم.
ومع أنّ التضحيات التي أقوم بها الآن مختلفة، لا شك في أن رعاية طفلي وشركتي ستشكلان دوماً أولوية بنظري.