شهد الأسبوع الماضي تطورات عدة في الأسواق العالمية، شابها الكثير من الغموض بسبب الأحداث الجيوسياسية والمالية على حد سواء. فقد تزايدت المخاوف بشأن الأزمة الأوكرانية، وتفاقم القلق من مدى تأثير ردود الفعل الأوروبية - الأمريكية حيال الأزمة ، خصوصاً فيما يتعلق بالإجراءات التي قد تتخذ ضد روسيا. وأضاف القلق بشأن الاقتصاد الصيني خصوصاً بعد صدور التقرير الرسمي الذي أوضح هبوطاً في الصادرات لشهر فبراير والذي خالف التوقعات المتفائلة بالارتفاع. فيما انخفض الاهتمام بتأثير أحداث منطقة الشرق الأوسط.
فقد أغلقت مؤشر نايمكس للنفط في أمريكا لعقود شهر أبريل عند 98.89 دولاراً للبرميل بعد أن فقد 4% خلال الأسبوع، وكان المؤشر قد بدأ تعاملاته الأسبوع المنصرم قريباً من 103 دولارات، حيث جاءت المفاجأة من تقارير «وكالة الطاقة الدولية» التي أظهرت زيادة في الإنتاج النفطي العراقي إضافة إلى استقرار مخزون النفط الأمريكي.
أما بالنسبة لاستهلاك النفط في أمريكا فقد ارتفع بحوالي 4% إلى 19 مليون برميل يومياً الأسبوع الماضي، وكان وقود السيارات (البنزين) قد ارتفع 6.4% إلى قرابة 9 ملايين برميل يومياً. وذكرت التقارير أيضاً أن منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» ستخفض صادراتها بمقدار 4% (1.1 مليون برميل يومياً) إلى 23.6 مليون برميل نتيجة لضعف الطلب من معامل التكرير في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وعلى صعيد آخر هبطت طلبات إعانة البطالة الأمريكية إلى 315 ألفاً الأسبوع الماضي، وهي أقل مستوى منذ شهر نوفمبر الماضي. وقد تحّسنت مبيعات التجزئة لشهر فبراير لأول مرة منذ ثلاثة أشهر.
وفي تقرير ليوم الجمعة على MONEYNEWS، وُجّهَت تحذيرات مفاجئة بمخاوف من تعثر الأسواق المالية الأمريكية خلال 2014. وجاءت هذه التحذيرات بسبب المخاوف الجيوسياسية، وكذلك بسبب سياسية حكومة أوباما المالية وسياسة الاحتياطي الفيدرالي المتجهة نحو الاستمرار بخفض التيسير الكمي الذي بدأ قبل أكثر من شهرين بشكل متدرج. ولكن هذه التحذيرات تبقى وجهات نظر وقراءات لبعض الخبراء والمختصين، وأيضاً متابعة تحركات استثمارات الملياردير الأمريكي «وارن بافيت».
ويذكر أن هناك خلافاً كبيراً بشأن الديون الأمريكية لدى صانعي القرار الأمريكي والتي وصلت إلى أكثر من 17.5 تريليون دولار، وهي أعلى من الناتج المحلي (16.1 ترليون دولار) خصوصاً أن دخل الحكومة الأمريكية السنوي يبلغ 2.2 تريليون دولار بينما تصل مصاريفها السنوية إلى أكثر من 3.8 تريليون دولار.
أما مؤشر النفط الأوربي «برنت» فقد أغلق عند 108.57 دولار بعد أن فقد 0.4% منذ بداية الأسبوع. وتبقى الأنظار على الإمدادات النفطية الروسية مقلقة وتحت المجهر في الأيام القادمة. ومما لا شك فيه أن روسيا من أكبر الدول المؤثرة في أسواق النفط حيث تعد أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم بكميات تتعدى 10 ملايين برميل نفط يومياً، ويصل حجم صادراتها أكثر من 5.5 ملابين برميل نفط خام، وأكثر من 2 مليون برميل يومياً من صادرات مشقات النفط، وتأتي كثاني أكبر مصّدر للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية بحسب تقارير «أوبك».
وتكمن المخاوف في الأسواق النفطية من احتمال تعثر الصادرات النفطية الروسية، وفي حالة حدوث ذلك فلن تستطيع الدول المصدرة للنفط تعويض نقص الإمدادات الروسية بسهولة، ولا يوجد تغيير أو تنبؤات عن مصير تحّسن الصادرات النفطية من دول أخرى، فما زال إنتاج ليبيا للنفط أقل من 400 ألف برميل يومياً بعد أن كان 1.6 مليون برميل قبل حدوث الأزمة الليبية.