على قدر سعادتي بالدعوة الكريمة التي تلقيتها الأيام الماضية لحضور اللقاء العلمي عن الشيخ عبدالله بن خميس الذي أقامه النادي الأدبي بالرياض بالاشتراك مع دارة الملك عبدالعزيز، كان أسفي لحؤول ظروف العمل في تلك الفترة دون حضوري هذا اللقاء الكريم، الذي يقام احتفاء بقامة تاريخية أدبية شامخة مثل شيخنا العلامة الشيخ عبدالله بن خميس.
فشيخنا ابن خميس هو ذلك الطود الشامخ الشاهق الذي أطل بعلمه المتين وسرده الأمين وأدبه الرصين، على وديان اليمامة بما حوت مؤلفاته من الفنون والعلوم وبما أثرى به الساحة من غزير المعرفة، فكان في العقود الماضية ولا يزال المرجع للكتّاب والباحثين في شؤون تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها وآدابها.
وما كنت لأتحدث في هذا المقام عن سيرة شيخنا وإنتاجه الأدبي والثقافي، فالمقام يضيق. بيد أنني سأنحو بالحديث شطر ميزة فريدة ومهمة في منهج الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله- في الكتابة عن تاريخ الدولة السعودية، ألا هي تلك المحبة الجارفة من هذا الرجل للدولة السعودية، واعتزازه برجالها بدءاً بالأئمة والمشايخ مروراً بقادة جيوشها وأمرائها، يلمس هذا جلياً من يطلع على نصوص الشيخ سواء في تراجمه عن رجال الدولة، أو في تدوينه جوانب من تاريخها، تلك النصوص التي تنبض عشقاً لهذا التاريخ، وإكباراً لرجاله، في مشهد ولاء صادق لهذه الأرض ومن وحد ترابها تحت القيادة السعودية، وذلك الاعتزاز والعشق لا نجده عند أحد غير الشيخ ابن خميس، اللهم إلا أمثاله القليلون أمثال الدكتور الشيخ عبدالله العثيمين والشيخ سعد الرويشد -رحمه الله- والأستاذ متعب الفرزان.
أما خارج هذه الدائرة العاشقة والمحبة لتاريخ الوطن فتخرج عليك كتابات دأب أصحابها على تهميش رجال الوطن المخلصين وتقزيمهم.
وهؤلاء هم من انتقد ابن خميس لأسباب عنصرية لا تجرح أمانة الرجل وصدقه.
نسأل الله جلّ وعلا، أن يجعل صدق شيخنا ابن خميس في موازين صالحاته، وأن يجزيه خير الجزاء لأمانته ووفائه، وأن يرزقه على حبه لأئمة دعوة التوحيد والإصلاح ورجالها محبة من ربه يلقاها في قبره ويوم تقوم الأشهاد اللهم آمين.