انتقدت الولايات المتحدة بشدة الرقابة «غير المسبوقة» المفروضة على وسائل الإعلام في روسيا، التي تجلت خصوصاً في حظر مواقع إلكترونية تابعة للمعارضة، والوصول لمصادر أخبار مغايرة لموقف الكرملين من الأزمة في أوكرانيا. وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف إن «الولايات المتحدة منزعجة بشدة من الانحسار المفاجئ للفضاء المخصص لوسائل الإعلام الحرة والمستقلة في روسيا». وأضافت بأنه «خلال السنة الجارية، وافقت الحكومة الروسية على سلسلة قوانين تفرض رقابة وقيوداً لا سابق لها على وسائل الإعلام والمنشورات الإلكترونية». وأشارت المتحدثة خصوصاً إلى إقالة رئيسة تحرير أقدم وأشهر موقع إخباري إلكتروني في روسيا، هو موقع «لينتا»، الذي حجبته السلطات «لنشره وثائق ذات طابع متطرف». وكان الموقع نشر مقابلة مع عضو في حركة «برافي سيكتور» القومية المتشددة في أوكرانيا، التي كانت في مقدم المواجهات التي شهدتها كييف.
من جهة أخرى، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية الأمريكيين من احتمال اندلاع اشتباكات مسلحة على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، واحتمال حدوث أنشطة معادية للأمريكيين في روسيا مع استعداد القرم للتصويت اليوم الأحد على ما إذا كانت ستنضم إلى روسيا.
وفي «تحذير من السفر» قالت وزارة الخارجية إنه لا توجد لديها معلومات عن وقوع صدام عسكري داخل روسيا كنتيجة للتوترات الإقليمية أو أي تهديد محدد للمواطنين الأمريكيين، لكنها قالت إن «كل المواطنين الأمريكيين الموجودين في المنطقة الحدودية أو يفكرون في السفر إليها لا بد أن يدركوا احتمال تصاعد التوترات والاشتباكات العسكرية أو أعمال عنف أخرى».
وفي أسوأ مواجهة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة نقلت موسكو مزيداً من القوات إلى القرم أمس، وكررت تهديدها بغزو أجزاء أخرى من أوكرانيا ردًّا على العنف الذي وقع الليلة السابقة في دونيتسك.