بدءًا تحية لوزارة الثقافة والإعلام ممثّلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية على جهودها الكبيرة في تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب للعام الثامن على التوالي، مع إضافات سنوية وتفكير في التطوير لا يتوقف؛ سعيًا وراء ظهور المعرض ومناشطه المصاحبة في أفضل صورة.
ومن جوانب التجديد في المعرض هذا العام: إدراج المسرحيات لأول مرة، وإصدار نشرة (المعرض) التوثيقية لنبض المعرض وحراكه الجميل.
ولعلي أتوقف في سياق الحديث عن المعرض عند جناح الأندية الأدبيَّة، وهو جناح يحتاج إعادة النظر، إِذْ الأندية الأدبيَّة جزءٌ من وزارة الثقافة والإعلام وتتبع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، ويعود تأسيسها إلى ما قبل أربعين عامًا، ولها منجزات ضخمة في مجال النشر قد تصل عنواناتها ما بين 50ـ300 عنوان لكل نادٍ، وربما يصل مجموع ما طبع في الأندية من عام 1395هـ وحتى اليوم إلى ما يزيد على3000 عنوان، فضلاً عن الدوريات التي يعود أقدمها إلى ربع قرن.
هذا المنجز في مجال النشر لم يلق ما يستحقُّه من اهتمام في أيّ دورة من دورات المعرض، وهو أمرٌ مستغربٌ، إِذْ يتطلَّع العاملون في الأندية الأدبيَّة إلى مساحات كافية لعرض مطبوعاتهم بطريقة مشوّقة وجاذبة لزوار المعرض بدلاً من الوضع الحالي الذي يمثِّل حالة غير مقبولة، فالأندية الستة عشرة تُحشر جميعها في مساحة لا تزيد عن ثلاثين مترًا، وليس بينها حواجز، والكتب متداخلة والكراتين تملأ المكان، وليس هناك مكانٌ يتسع لجلوس الباعة بشكل مريح.
الأندية الأدبيَّة أذرعة وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وهي مفخرة لها، ولها سمعتها وحضورها وإنجازاتها التي لا تنكر، والمفترض أن تكون لها أولوية، وأن ينفرد كل نادٍ بجناح مستقل تمامًا مع لوحات موحّدة بشعار كل نادٍ، ويمكن أن يكون مكانها على شكل دائرة داخل جناح وزارة الثقافة والإعلام بديكور موحّد وعناية خاصة وافتتاح رسمي من معالي وزير الثقافة والإعلام وضيوف المعرض.
أتحدث هنا نيابة عن 160 زميلاً هم مجموع أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبيَّة، الذين أبدوا ويبدون دائمًا عدم رضاهم عن واقع جناح الأندية الأدبيَّة، ويتطلعون في كلِّ عام إلى معالجة الوضع، ولكن للأسف بقي الوضع على ما عليه، بل إن واقع السنوات الماضية أفضل.
إن الصراحة والشفافية مطلوبة، مع تقديرنا وإجلالنا لجميع الزملاء والأصدقاء في وكالة الوزارة، وعلى رأسهم سعادة الوكيل الدكتور ناصر الحجيلان، وسعادة مدير المعرض الدكتور صالح معيض الغامدي، وسعادة نائبه الأستاذ عبد الله الكناني، وجميع العاملين في المعرض.