يأمل التونسيون أن تسفر المفاوضات بين الجانب التونسي والليبي حول إمكانية إعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي عن نتيجة إيجابية تضع حداً للإشكال القائم في مدينة بن قردان الجنوبية التي تتواصل بها احتجاجات التجار وأهاليهم الذين تعطلت مصالحهم بغلق المعبر منذ قرابة الأسبوعين.
وكان رئيس الحكومة المهدي جمعة أدى زيارة تفقد الأحد الماضي الى المعبر في جانبه التونسي حيث عاين التعطيلات الحاصلة وأعلن أن حكومته سوف تبذل قصارى جهدها لإقناع السلطة الليبية بضرورة فتح المعبر من جديد.
من جهته أكد رئيس فرقة الأبحاث والتفتيش بمدنين المنجي الخراز تواصل غلق المعبر، موضحاً أن وفداً من المجتمع الأهلي وعدداً من المسؤولين والإطارات تحولوا أمس الجمعة الى ليبيا حيث التقوا المسؤولين هناك. ومن المنتظر أن يعيد الطرف الليبي النظر في قراره اليوم أو غداً.
ويذكر أن المدينة الحدودية بن قدران التي يعيش سكانها على عائدات تجارتهم مع التجار الليبين شهدت احتجاجات وأعمال عنف وحرق للعجلات المطاطية خلال اليومين الماضيين على خلفية غلق المعبر.
كما كان الوزير المعتمد لدى وزير الداخليّة المكلّف بالأمن رضا صفر قد أكّد في وقت سابق، بأنّ الجانب التونسي لمعبر رأس الجدير جاهز للفتح، لكن الإشكال يكمن في الجانب الليبي، والذي طلب الإمهال إلى حين تسوية المسائل الأمنية الداخلية العالقة لاستئناف نشاط المعبر بصورة عادية.
سياسياً تحول الجدل القائم حول دعوة الرئيس المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر الى التنحي في حال قررا الترشح للانتخابات الرئاسية، من المقاهي والمكاتب المغلقة الى التلفازات والإذاعات، بين مشجع على الاستقالة ورافض لها، فيما اشتعلت حرب خفية بين «أصدقاء الأمس» حزب نداء تونس والجبهة الشعبية اليسارية المعارضة. وتتضح ملامح هذا الصراع الخفي، الذي سيعصف في حال تطوره بما تبقى من توافق صلب جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، في التعليقات الساخرة التي نشرها أنصار وقيادات النداء على صفحات التواصل الاجتماعي بشأن البرنامج الاقتصادي الذي قدمته الجبهة وسبق أن رفضه النداء لعدم تطابقه مع الواقع التونسي.
في جانب آخر، وبخصوص آفاق التحالف بين التكتل، الذي يرأسه مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي، وحركة النهضة، أفادت تقارير أن ابن جعفر أوصل جوابه السلبي بشكل أخفّ حين قال إنّ برنامج التكتّل وبرنامج الحركة لا يلتقيان، ومن الصعب أن يكون لهما البرنامج نفسه. والغريب أنّ النهضة الحزب الأكبر في البلاد ومنذ انبعاث الترويكا ما فتئت تجدّد تمسّكها بهذه التركيبة بل وتطالب بتوسيعها لتشمل العديد من الأحزاب الأخرى، في الوقت الذي يتنصّل فيه رئيس التكتل بطريقة لبقة من هذه التركيبة على خلاف بعض القيادات الأخرى للتكتّل التي جاهرت باستحالة إعادة الكرّة مع النهضة وأكدت أنّ التحالفات القادمة ستكون مع المكوّن الديمقراطي في إشارة واضحة إلى أنّ النهضة لا تنتمي لهذا المكوّن.