الأميران خالد بن بندر وتركي بن عبدالله لآلئ مضيئة في سماء الرياض
تتشرف عودة سدير صباح اليوم الأربعاء بزيارة كريمة من لدن سمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز وسمو نائب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز, اللذين يعملان بجد وإخلاص لخدمة الوطن والمواطنين.
مواقف مشرفة للأمير خالد سيسجلها التاريخ
الأمير خالد بن بندر سدد الله خطاه لم يكتف بإدارة شئون الإمارة من مكتبه وهو الكفاءة الإدارية الفذة، بل إنه شارك الناس أفراحهم وأحزانهم، فعندما علم سموه الكريم بالحادث الذي أصاب الأطفال الصغار من الطلاب والطالبات بإحدى صالات الترفيه في مدينة الرياض، وجه سموه بنقلهم فوراً إلى مدينة الملك سعود الصحية (الشميسي) ليشرف بنفسه على إسعافهم وحصولهم على الرعاية الصحية المناسبة ليتخذ سموه قراراً شجاعاً بإيقاف الاستيراد والتعامل مع الشركة المصنعة لهذه الملاهي، كما أن سموه أيضاً عندما علم بالحادث المأساوي الذي تعرضت له مجموعة من المعلمات خارج مدينة الرياض وجه الجهات الأمنية والإسعافية بمباشرة الحادث، وكان يتابع الأمور معهم أولاً بأول ولم يكتف بذلك فقد زار طوارئ المستشفى كما روى لي شقيقي الدكتور فيصل الفيصل الطبيب الذي يعمل هناك، حيث روى لي حرص الأمير على المصابات وكأنهن بناته وأخواته، وكان يوجه الأطباء ومسؤولي المستشفى بتوفير كافة المتطلبات العلاجية لهن، وقد تابع سموه الحالات حتى مثولهن للشفاء، فإلى جانب تعامله الإنساني الراقي هو أيضاً حريص على كل ما يخدم المواطنين ويوفر لهم الراحة، وفي اجتماعات مجلس منطقة الرياض، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض هو أيضاً يوجه المسؤولين بمتابعة المشاريع والتأكد من أنها تسير على الوجه المطلوب، ولعل زيارة سموه اليوم لعودة سدير تجسد حرصه على كل شبر من أرض هذا الوطن الغالي، فهنيئاً لمنطقة الرياض بهذا الرجل الاستثنائي.
الأمير تركي بن عبدالله مفخرة للوطن
الأمير تركي بن عبدالله، شخصية رائعة تتصف بدماثة الخلق، ولسموه مواقف خالدة لا تنسى، فقد وقف مع أشقائه المواطنين في قضايا مصيرية فشفاعة سموه وجاهه في قضايا الدم والقتل التي تحدث بين المواطنين مشهودة، فكم من رقبة أسهم سموه في عتقها فكتبت لها الحياة بمشيئة الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جاه الأمير وشفاعته في الخير والمواقف النبيلة والخيّرة لا تستغرب على سموه فهو نجل قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي شهدت البلاد في عهده الزاهر خطوات تنموية كبيرة شملت شتى المجالات النهضوية في هذا الوطن الغالي، فسموه تخرج من مدرسة (لملك عبدالله بن عبدالعزيز الإنسانية)، لذا فهو في قمة الإنسانية والتواضع.
كريزما الأمير تركي بن عبدالله تجبر الكل على محبته فهو قائد شجاع ومحبوب ولا يتأخر عن خدمة وطنه في أي محفل، فعندما كان رجال الأمن في خضم الحملة الأمنية التي قامت بها وزارتي الداخلية والعمل كان سموه في تلك المواقع التي كانت تباشرها الجهات الأمنية، فلم ينتظر انتهاء الحملة، فقد كان من أول يوم حاضراً فيها ويعطي توجيهاته السديدة لرجال الأمن في كيفية التعامل مع الحالات الحرجة، فسموه واجهة وطنية يعتز بها كل مواطن يعيش في هذا البلد المعطاء، فهنيئاً للرياض وأهلها بالأمير تركي بن عبدالله.
عودة سدير من أوائل البلدان التي انضمت للدولة السعودية
لقد كانت عودة سدير من أوائل البلدان التي انضمت للدولة السعودية الأولى وقد شارك أهلها في المعارك إلى جانب الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله- وساندوه في توحيد البلاد، حتى استتب الأمن. وعودة سدير تتربع موقعاً جغرافياً مميزاً وتحوي الكثير من الأماكن التراثية القديمة يقول الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل: (العودة جزء من اليمامة، بل إنها في وسط اليمامة، وتشرف على معبر القوافل في العتك الكبير، فالعتك الكبير هو المسلك الوحيد في طويق ويقابله من الناحية الشرقية العتك الصغير وهو المعبر الوحيد في العرمة.. فالقوافل القادمة من العراق لابد لها من هذا الطريق العتك الصغير ثم العتك الكبير، وتموين نجد من الكماليات والقوت في بعض السنين يأتي من العراق، ومن هنا جاءت أهمية موقع العودة.. فما هذه الحوامي التي نشاهدها تحيط بالبلد ونخيله إلا بسبب ما تعانيه العودة من موقعها الذي يغري العابرين من البادية بنهب البلد لو تمكنوا من ذلك، كما أن هذا الموقع أتاح للعودة في حال قوتها أن تضع رسوماً على سالكي هذا الطريق). ويقول الدكتور الفيصل في مواقعها التراثية: (والعودة تعرف في العصر الجاهلي بالفقي، ونسب الوادي إليها فقيل وادي الفقي، وقد عرفت بهذا الاسم في أول العصور الإسلامية بدليل إثبات هذا الاسم في معجم البلدان، يقول ياقوت الحموي: (الفقي بفتح أوله وسكون ثانيه وتصحيح الياء ولا أدري ما أصله قال السكوني: من خرج من القريتين متياسراً، يعني القريتين اللتين عند النباج (الأسياح) فأول منزل يلقاه الفقي، وأهله بنو ضبة ثم السحيمية، والفقي وادٍ في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية، وقيل: هو لبني العنبر بن عمرو بن تميم، نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها، وكانوا قتلوا مع مسيلمة، وبها منبر وقراها المحيطة تسمى الوشم والوشوم ومنبرها أكبر منابر اليمامة)(1) وعرفت في العصور الإسلامية بـ(جماز) يقول الهمداني في صفة جزيرة العرب: (ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط ثم تسند في عارض الفقي، فأول قراه جماز وهي ربابية ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة، ثم تمضي في بطن الفقي وهو وادٍ كثير النخل والآبار.. ويمضي الهمداني في وصف قرى هذا الوادي إلى أن يقول: وكذلك جماز سوق في قرية عظمة أيضاً)؛ واسم جماز اليوم معروف ولكنه ينحصر في شعب صغير في أسفل العودة، وهذا الشعب من روافد وادي العودة الجنوبية، وجماز الآنطلال وأبنية متهدمة وأحجار متناثرة وأقروة لا تزال سليمة لأنها منحوتة من الحجر، والأقروة تحمل دلالة واضحة على أن هذا الشعب كان حياً من أحياء العودة المعمورة منذ القديم، وقد يكون اسم جماز أخذ من اسم جماز بن العنبر بن عمرو التميمي، فبنو العنبر سكنوا الفقي بعد هزيمة مسيلمة في معركة اليمامة في عقرباء.
وفي العصور الوسيطة عرفت العودة بالنخلين، ويبدو أنها عرفت بهذا الاسم منذ القرن التاسع أو قبله بقرن، وأول الوثائق التي تثبت (النخلين) اسماً لعودة سدير وثيقة تركية كتبت في القرن العاشر الهجري، فالعثمانيون عندما ضموا الجزيرة العربية إلى ممتلكاتهم جعلوا العودة مركزاً لهم في سدير وكانت تعرف بـ(النخلين) وقد جعلوها لواءً فهي ترد في وثائقهم (لواء النخلين) في سدير).. وغير هذه الأماكن في عودة سدير كثير مما لا يتسع المقام لذكره، أكرر ترحابي بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض لعودة سدير فأهلاً وسهلاً بهما.