سيمثّل السوق اللاتيني في الولايات المتحدة قدرة شرائية بقيمة 1.5 تريليون دولار بحلول العام 2015، ونسبة 30 في المئة من سكان البلاد بحلول العام 2050. وغالباً ما أسمع سؤالاً في أوساط قادة الشركات الذين يدرسون كيفية النفاذ إلى شريحة عملاقة كهذه من السوق، لاسيما من خلال المواقع الإلكترونية التابعة لشركاتهم: «هل نحتاج فعلاً إلى اللغة الإسبانية، أم يمكننا أن النفاذ إلى هذا السوق باللجوء إلى الإنكليزية دون سواها»؟
تُظهر دِراسة أجراها «بيو هيسبانيك سنتر» أن نسبة 82 في المئة من اللاتينيين الراشدين في الولايات المتحدة يتحدثون الإسبانية، مع نسبة 95 في المئة منهم تعتقد أن الاستمرار في هذا المنحى مهم للأجيال المستقبلية. وبالطريقة ذاتها، كشفت الدراسة الوطنية للمستهلكين اللاتينيين أن الإعلان باللغة الإسبانية يسمح بتعزيز فعالية الإعلان وبرفع مستويات الوفاء في أوساط المستهلكين.
من الواضح أن التمتع بحضور باللغة الإسبانية ضروري جداً على شبكة الإنترنت – ولكن ينبغي إرساء هذا الحضور على الشكل الصحيح:
1- استحدث موقعاً إلكترونياً معدّاً تحت الطلب للاتينيين: بصورة متزايدة، تعمد شركات على غرار «ماكدونالد» إلى تسجيل أسماء مواقع تتميز عن مواقعها الإنكليزية، لضمان أصالة المشهد القائم والشعور السائد. وبالتالي، ينبغي بكلّ بساطة تجنّب استعمال موقع إلكتروني ثانوي، لأنك لن ترغب في إيصال مرسلة تفيد بأن موقعك الإسباني أقل شأناً من الموقع الرئيسي الراقي الذي تفرّع منه.
2- لا تكتفِ بالترجمة، بل اعتمد الترجمة المبدعة: بما أن استحداث مضمون جديد كلياً قد يكون مكلفاً، تعتمد شركات كثيرة مقاربة مختلطة، فتروّج ترجمات لبعض من مضمونها الإنكليزي، إلى جانب قدر من الترجمة المبدعة التي تسمح باستحداث مضمون فريد ومتناسب من وجهة نظر ثقافية. وكلما كان الأمر ممكناً، تجنّب ترجمة مضمون صفحاتك الإنكليزية من دون أن يقرأها محرّر ناطق بالإسبانية، أو من دون أن يراجعها خبير.
3- إن كان كل ما تملكه هو موقع مترجم، فلا تهمله: حتى لو لم تكن تملك الوقت أو الموازنة لتطوير مضمون تحت الطلب لشريحة الناس الناطقة بالإسبانيّة، لا يشكّل ذلك عذراً لتترك عبارة «حقوق النشر 2013» على موقعك الإلكتروني الإسباني على امتداد العام 2014، أو لعدم إقدامك على اختبار صلاحيّة الوصلات الإلكترونية لموقعك، لأنّ أخطاء من هذا القبيل تبعث برسالة واضحة للزوار الإسبان مفادها: «أنتم لستم مهمين».
والملفت أنّ عرض مضمون باللغة المحلية ينطوي على تأثير هائل. وقد كشفت دراسة صادرة عن «كومون سنسن أدفايزري» أن نسبة 72.1 في المئة من المستهلكين يمضون وقتهم بمعظمه أو بكليته على مواقع إلكترونية مكتوبة بلغتهم. وتفيد نسبة 72.4 من المستهلكين أن الاحتمال أكبر بأن يُقدموا على الشراء، إن كانت المعلومة متوفرة باللغة التي يتحدّثونها. وبالتالي، تسمح عمليّة ترجمة المضمون أو تكييفه، في سبيل النفاذ إلى أسواق جديدة، بإضفاء أبعاد أوسع نطاقا على استثمارك الأساسي في المضمون الأصلي للموقع الإلكتروني.