تعتبر ريادة التغيير في المؤسسات الكبرى من المهام التي تتطلّب عملاً دؤوباً ولا توفّر كماً قليلاً من الامتنان الفوري. وفي سبيل الحفاظ على الطاقة التي تسمح بتحقيق مكانة رائدة، من الضروري أن يتخذ المبتكرون خطوات فاعلة للحفاظ على معنوياتهم.
في ما يلي، سأستعين بتجاربي على صعيد ريادة جهود تغيير ضمن الحكومة (في دائرة الصحة والخدمات البشرية الأميركية)، وفي المجال الأكاديمي (جامعة هارفارد)، والصناعي (ميرك)، لأصف بعض الطرق التي قد تسمح للمبتكرين بالحفاظ على الشغف الضروري ليترأسوا جهود التغيير الفعلي في المؤسسات التي تعتمد تركيبة معقّدة.
-حافظ على قناعاتك: عند تبوء دور جديد كأحد رواد التغيير، يسهل الاعتقاد أن عملك يتمثل بتعلّم القيود والالتزام بها. ومع أن بعض التبادل الثقافي قد يكون مفيداً، يشار إلى أنّ قدراً كبيراً منه قد يقوّض القيمة الفعلية في متناولك، التي تتمثّل بمنظور جديد. وإن كانت لديك قناعة معيّنة، فسيعترف بك الآخرون على أنّك قائد يعتمد على المبادئ في القيادة.
-تجنّب الحاقدين: يتخذ الحقد أشكالاً عدّة – من تهامس مؤذٍ، إلى التأنيب جرّاء عدم اتباع إجراءات محددة، إلى مديح ينطوي على معانٍ مبطنة. وفي نقيض ذلك، غالباً ما يؤكّد الحاقدون أن سلوكهم مفيد، فيقولون مثلاً، «جلّ ما أردته هو تقديم المساعدة». وفي أي مكان تلتقي فيه بحاقدين، واجههم بالوقائع في حال كانت معلوماتهم خاطئة. وإلا فتجاهلهم، لأنهم سيهدرون طاقتك على الدوام.
-وطّد نظام دعم محدداً: يأتي تحدّي الوضع القائم في المؤسسة مرفقاً دوماً بالإحباط. وسيتطلّب صمودك زملاء يفهمونك ويستوعبون شؤون المؤسسة، مع الإشارة إلى أنّ نظام دعم قوياً يجب أن يضم مزيجاً من الأفراد القادرين على تقديم المساعدة في أكثر اللحظات إلحاحاً، ومن آخرين يذكّرونك بما يقوم عليه المشهد العام عندما تضيّع طريقك، حيث إنّ وجهات النظر المكمّلة تخوّلنا على الدوام اختبار أوقات نمتحن فيها حدود عزمنا.
-الاحتفاء بالنجاح: عندما تلتزم المؤسسات بجهود تغيير سريعة، غالباً ما يكون الاحتفاء بالنجاح من أولى الأمور التي يتم تجاهلها. وقد يتخذ الاحتفاء بالنجاح أشكالاً عدّة، كالمذكرات التي تقرّ بجهود القادة الزملاء، والحفلات التي تقام للاستجمام في أعقاب مرحلة عصيبة، والعلاوات التي يحظى بها الموظفون الذين حققوا فرقاً، علماً بأن الاحتفاء بنفسك وبالآخرين سيساعدك على تقدير أهمّ المعالم التي ستصادفها على درب التغيير، ويسمح لك بالحفاظ على اندفاعك في مواجهة التحدي المقبل.
قد يسمح الابتكار في المؤسسات ذات التركيبات المعقّدة بظهور تأثيرات واسعة النطاق من النوع الذي يصعب التوصل إليه في الشركات الأصغر حجماً. إلا أن العمل يكون محبطاً في بعض الأحيان، ونادراً ما تكون المكافآت واضحة للعيان. وبالتالي، سيسمح لك تطوير مخزونات شخصية ضرورية لمواجهة تحديات ستواجهها حتماً في إطار كهذا، بالتأكّد من أنّ التغيير الذي ستُحدِثه قابل للاستدامة.