تنطوي المؤسسات على نوعين أساسيين من الطاقة، أولهما ناتج عن الفرص الكبرى، ومن شأنه استحداث زخم في الاتجاه الصحيح وضمان استدامته مع الوقت. أما الثاني، فيستند إلى الخوف والتوتر، وقد يوفّر شعوراً مؤقتاً بالرضا الذاتي، ولكنه لا يسمح باستحداث زخم أو الإبقاء عليه، ويولّد بدلاً من ذلك شعوراً بالذعر.
وبهدف الإقدام على أي تغيير ملحوظ بالفعل، يحتاج المرء إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاصن لمشاركتهم طابعاً معيّناً من الإلحاح. ولكنني رصدت التباساً، غالباً ما يظهر لدى الناس، بين النشاط الذي يوجهه التوتر، والطابع الملح الفعلي، مع الإشارة إلى الاختلاف الكبير بين الأمرين.
وعندما ينتاب الناس شعور حقيقي بالإلحاح نتيجة ظهور فرصة هامة، يحرّكهم هذا الشعور كل يوم. وإلى جانب المهام اليومية التي يُقدمون عليها، يبحثون بنشاط عمّأ يمكنخم فعله للاقتراب أكثر من هدفهم.
وعندما يلقى شخص تحفيزاً من طابع ملحّ زائف يوجهه التوتر، قد يُظهر نشاطاً استثنائياً – وينظّم اجتماعات يومية ويُصدِر تقارير. ولكنه نشاط محض، وليس إنتاجية، ويكون الهدف من هذا النشاط عادةً وقاية الذات، وهو بالتالي منعدم الأهمية على صعيد المؤسسة.
لقد اكتشفت مراراً وتكراراً بالتعاون مع زملائي في شركة «كوتر إنترناشيونال» أن معنى الإلحاح الحقيقي لا يمكن أن يظهر إلا عن طريق الفرص الكبيرة التي يتم إيصالها بوضوح، باعتماد طرق يمكن للناس أن يروا أنفسهم معنيين بها، وأن تؤثر في مشاعرهم، بدلاً من أن تكتفي بالتأثير في عقولهم. وفي غياب هذا النوع من الطاقة الإيجابية، لن يكون النجاح حليف أي جهد هادف إلى التغيير.
وفي ما يلي نصيحتان إضافيتان يجب أخذهما في الحسبان:
+ إياك أن تفترض يوماً أن الأشخاص الذين تديرهم أو تعمل معهم يرون الأمور التي تراها أنت، حتى لو بدت الفرصة واضحة، حيث إن آراء الناس عن العالم مقيّدة بالمرتبة التي يحتلونها في هرم السلطة.
+ أثبت علماء النفس أنه عندما الكلام عن جهود مستدامة على مستوى رفيع، تكون المشاعر الإيجابية أكثر إنتاجيّة بكثير من المشاعر السلبية، مع الإشارة إلى أن الخوف والتوتر لا ينتجان إلا إرهاقاً.
أما الأشخاص الذين يعتبرون أن شركاتهم تفتقر إلى فرص من شأنها إنشاء طابع من الإلحاح الحقيقي، فسأقول لهم أنني لم أصادف حتى الآن أي مؤسسة يغيب فيها هذا النوع من الفرص. إلا أن اجتماع مسؤولين تنفيذيين أذكياء في قاعة واحدة يسهّل النوع المناسب من النقاش، ويحثّ على استحداث فرص ملزمة عاطفياً في كل مرة.