أزعم، بل أجزم.. بأن الأحداث والوقائع التي حدثت خلال فترات متقاربة من هذا الموسم، وجميعها تصب في قنوات وشؤون متشابهة.. إنما هي بمثابة (منح من الله)، من شأنها أن تفضح معدلات وأحجام القبح الذي استوطن مفاصل وسطنا الرياضي، وأن تعرّي وتكشف بواطن الكثير من الأمور والسحنات المستترة خلف المساحيق والأقنعة والدعاوى المزيفة ؟!.
** أولى تلك الوقائع بالترتيب، تمثلت كما هو معروف بقضية عكاز سالم الدوسري، يليها واقعة العمل الدؤوب لأحد البرامج الفضائية في سبيل تجريد سامي الجابر من هويته، تلتها أخرى بأيام كان الجابر أيضاً وقودها، ممثلة في مرضه، وما ترتب عليها من تأويلات ومن سخرية، لتأتي الرابعة لتكون بمثابة قاصمة الظهر، ألا وهي تخلف حارس المنتخب عن الالتحاق بالمعسكر.. وأقول (قاصمة الظهر) ليس لفداحتها، أو لغرابتها، أبداً.. وإنما لأنها جاءت والحديث ما زال في أوج تداوله حول الوقائع الثلاث التي سبقتها، فضلاً عن أن أدعياء حراسة الفضيلة، ومعهم الذين تفطّرت أفئدتهم غيرة على المنتخب.. مازالوا يذرفون الدموع (اربع اربع) عبر وسائل الإعلام المختلفة انتصاراً للأخضر ضد (العكاز) ؟!!.
** الشاهد: لا أعتقد أن في وسطنا برمّته من هو بحاجة إلى التذكير بما واكب الواقعة الأولى من تجييش صحافي وبرامجي مركّز وعلى كل الأصعدة، إلى الدرجة التي استعان فيها (وراعين) الدكاكين الإلكترونية بمخلفات حقبة الفاكهة والملح في سبيل إدانة سالم الدوسري بالخيانة وتجريده من الحس الوطني، ناهيك عن تغريدات (ميكي) وأشباهه في حينه، وكيف تغيرت تلك النغمة من النقيض إلى النقيض بين عشية وضحاها، سواء على مستوى الإعلام الورقي أو البرامجي، أو حتى على مستوى بضاعة تويتر!!!.
** أيضاً.. لابد أن المتابع قد لاحظ حجم (الخراب) الأخلاقي في مسألة التعاطي مع أبعاد ومدلولات استباحة حقوق سامي كإنسان وكمواطن، وقبل ذلك سالم الدوسري على أنها مباحة.. بينما تصبح من المحرمات إذا تعلق الأمر بعبد الله ؟؟!!.
** العجيب المريب أن الذين يذرفون دموع التماسيح اليوم انتصاراً للمنتخب كما يزعمون.. كانوا إلى قبل عدة أشهر من الآن يشكلون خنجراً في خاصرته، ولا يتحرجون أو يرعوون في المجاهرة بعدائيتهم له جهاراً نهاراً عبر مواقعهم ومنتدياتهم على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمن، شعارهم في ذلك (منتخبنا ومنتخبهم).. واليوم، ولمجرد انضمام مجموعة من لاعبيهم إلى صفوفه، انقلبت الأمور رأساً على عقب، وحبذا لو أن الأمور توقفت عند هذه الحدود من الاستغفال والسفه والالتفاف.. بل تجاوزته إلى تكريس العمل على تسخير المنتخب ليكون مطيّة في سبيل صناعة هيبة وقيمة للنادي المفضل ولاعبيه من خلال الاستحواذ على المشهد وبالتالي فرض قناعاتهم المزاجية.. وهو ما يحدث اليوم بكل تفاصيله مع الأسف.
(لفت)؟!
** العنوان أعلاه كما ترون، يتكون من ثلاثة أحرف (ل، ف، ت)، أي أنها مجرد جملة، لكنها جملة ذات خصائص وظيفية متعددة، إذ يمكن أن تكون اسمية أو فعلية أو مبهمة (ما شاء الله عليها).. فلنربط الفرس إذن عند بعض وظائفها ومعانيها الفعلية طلباً للفائدة ليس إلاّ.
** على سبيل المثال: لو قمنا بتشديد الـ(ف) فستصبح الجملة هكذا: (لفّت) فستمنحنا إمكانية استخراج الأفعال والمعاني الدارجة التي أحدثها وجود (الشّدّة) على الـ(ف).. منها أن (لفّت)، تعني : استدارت، وتعني: انحرفت عن الجادة، وتعني أيضاً: أنها تنقّلت وطافت على مواقع أكثر، ومساحات أوسع، كذلك لفّت الورقة وجعلت منها لفافة.. ولو أضفنا للجملة ذاتها (ل) و(ف) لتصبح (لفلفت) من (اللّفلفة) فإنها ستعطينا أكثر من معنى، لعل أشهرها ما يُعرف بالتعاون على (لفلفة الموضوع ) بغية تمييعه، ومنعاً لتصاعد روائحه ؟!.
** أما إذا أضفنا لها - أي الجملة - كلمة أخرى ليست من جنس أحرفها في سبيل تسويغ وتمرير(...) ما، مثل: ( لفت نظر ) ففي هذه الحالة على من يفهم أن يحمد الله على أنه فهم.. أما من لم يفهم فعليه الاتصال بالخلوق المتواضع (رئيس لجنة الاحتراف) للاستفهام.. وأتعهد بحلاقة (سكسوكتي وشاربي) على (الزيرو) أسوة ببعض المذيعين، لو خرج منه بعقاد نافع يفك الطلاسم الحقيقية لموضوع لفت النظر الشهير، لأنه لا يمتلك أبعد من أن ينفذ وهو ساكت؟!!.
** وكل لفت نظر وأنتم ترفلون في ثياب السعادة.. يا أصحاب السعادة.