تناولت في مقال الأسبوع الماضي مسألة التحكيم، والحال الذي بات يشكله إلى درجة أضحى معها (معضلة) يصعب علاجها؟!.
** لم أتوسع في تبيان العوامل التي أوصلت الأمور إلى هذا المستوى السحيق، فقد ركزت في تناولي على العامل، وإن شئت فقل (المعول) الأول الذي تم استخدامه في عملية هدم الصرح التحكيمي ليصبح أثراً بعد عين، ألا وهو الوقوف موقف المتفرج أمام الهجمة المنظمة التي سُخّرت لها الكثير من الوسائل الإعلامية (العليلة) التي تبنّت بث ونشر تلك الأفكار الهادفة إلى تلويث عقول أنصار الفرق التي لا تنجح في تحقيق تطلعاتهم، من خلال حشو تلك العقول بالأكاذيب والتلفيقات التي تتمحور حول أن فرقهم لم تخسر إلاّ بفعل التحكيم، على الرغم من اتضاح تجنيهم على الحقيقة، وعلى الرغم من أنهم استفادوا من الأخطاء التحكيمية مثلما استفادت الفرق الكاسبة وأكثر، ولكنهم يرمون إلى أكثر وأبعد من ذلك، وهو الضغط على الحكام في سبيل إيقاف الفرق المتفوقة والحد من حصدها للبطولات كيلا يتسع الفارق.. وما كان لهم أن ينجحوا في مساعيهم تلك لولا أن عينات من الحكام ساعدوهم وما زالوا يساعدونهم بأخطائهم وضعف مستوياتهم على نجاح مهمتهم التي نجني ثمارها المُرة اليوم؟!.
** الشيء اللافت حقيقة الذي ربما لم يتنبه له الكثير من المتابعين.. أن معظم الذين تولوا قيادة لجان التحكيم المتعاقبة على مدى عقود، سواء رؤساء أو نواب رؤساء أو حتى أعضاء.. إنما هم من الحكام الذين كانت لهم أخطاؤهم الكارثية التي ظلت وستظل عالقة بالأذهان إلى ما شاء الله، ولا داعي لذكر الأسماء.. مما قد يوحي للحكام الجدد - وهذا من حقهم - أن الوصول إلى المناصب المرموقة في اللجنة مستقبلاً، إنما يكفله (التخبيص) بالصافرة وليست الكفاءة.. ومن يدري فقد نشاهد (الهويش) يوماً ما رئيساً للجنة، أو نائباً للرئيس.. كل شيء جائز؟!!.
** على أن ما يندى له الجبين هو أن الذين لم يدعوا صفة سيئة، أو خصلة قبيحة إلاّ ورموا بها الحكام.. هم اليوم من ينافحون عنهم ويصفونهم بأرقى الصفات، فقط لأنهم يمطرونهم بالنقاط بسبب تدني مستوياتهم وكثرة أخطائهم؟!!.
شوارد:
** ألا يخجل ذلك الـ (مفضوح) الذي يستخدمه (ورعان) اليوتيوب وسيلة للتسلية ، ولأنه مسخرة فإن بضاعته لا تتجاوز السخرية من أسماء وأشكال عباد الله، وهذا ديدنه منذ عرفناه، فهو يعمل جاهداً ليكون الرديف الأمثل لمعلمه وقدوته في هذا الفن الرفيع.. يقول الأحنف بن قيس:
(إن عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو أجسامهم وتصغر عقولهم)!!.
** في غمرة حماس المذيع. وباعتبار فريقه طرفاً في النهائي، وبالتالي عدم قدرته على التخلص من عقدة المشجع المراهق في داخله، فيقول: (من شهر والبلد واقفة على قدم وساق).. العجيب أن الحدث نفسه يتكرر كل عام، ومع ذلك لم تقف البلد على قدم ولا ساق، بما في ذلك نهائي هذا العام. أحد الظرفاء علق على حماس المذيع بالقول: (صدّقني ما أحد غيرك واقف على رِجل)، يعني كفاية (هياط)؟!.