الجزيرة - صالح الحامد:
تذمَّر عدد من مواطني بلدة الدحلة بمحافظة البدائع من سوء الطريق الرابط بين الخشيبي ولينة؛ وذلك بعدما فقدوا ثلاثة من رجالهم في حادث شنيع، سببه النهاية الغريبة للطريق, التي انتهت معها أرواح الكثير من المواطنين.
المواطن فهد الجبيل تحدث لـ(الجزيرة) وقال: قبل أيام عدة تعرض أخي وابنا أختي لحادث مروع على طريق الخشيبي - لينة، الذي يفتقر لأدنى وسائل السلامة والإرشادات التي تدل على نهاية الطريق، الذي ينتهي بخندق، وُضع كمصيدة للسيارات.
وتساءل: ألهذه الدرجة أصبحت حياة أبنائنا وإخواننا رخيصة؟ فالإهمال كبير جداً من قِبل القائمين على هذا الطريق الذي أودى بحياة رجالنا, حتى أصبحنا على يقين بأن حياة الإنسان لا تعني لهم شيئاً؛ فالحادث يعتبر الثالث على التوالي, وأحدها كان لعائلة بأكملها.
أما المواطن عبدالله صالح, الذي شاهد الحادث أمامه، فقال بتأثر بالغ: هذا الحادث يعتبر من أبشع الحوادث التي رأيتها في حياتي؛ فقد رأيت أخي وخالي وابن خالتي يفارقون الحياة أمام عيني على طريق لينة - الخشيبي, وهو الطريق الذي كتبت عنه كثير من الصحف, ولكن لم يُتخذ أي إجراء من المسؤولين والجهات المسؤولة مع الأسف!؟ فالطريق يعاني نقصاً في وسائل السلامة، بل إن فيه لوحات إرشادية موهمة باستمرار الطريق, والواقع خلاف ذلك!
كما تحدث المواطن حسين شرار, الذي كان بصحبة ضحايا الطريق، وذكر أنهم كانوا يسيرون، ولم يخطر ببالهم أن الطريق ينتهي فجأة «ولم يخطر ببالي في تلك اللحظة أن الكلمات مع أصحابي هي الأخيرة؛ إذ انقطع الطريق فجأة، وانتهت السفلتة، وانحدر الطريق انحداراً يصل إلى المتر تقريباً؛ ما سبب اختلال توازن السيارة .. فطريق رفحاء - الخشيبي فعلاً مصيدة للأرواح!؟ وأضاف إبراهيم حميدي الجبيل: إنك عندما تقود سيارتك في طريق وُضع خدمة للجميع، واستخدامه آمن، ولا خطر على قائدي المركبات من السير عليه، فهذا هو الطبيعي, لكن أن تسمح للجميع بالسير على طريق غير آمن، وتنقصه وسائل السلامة واللوحات الإرشادية أو وسائل التهدئة، فكأنما تسوق الجميع إلى الإعدام.
هذا هو طريق الخشيبي كما شاهدته, بعدما حلت نازلة الموت بثلاثة من أبناء عمومتي بنهاية الطريق الذي فيه انتهت كثير من الأرواح.
وبعد أن رصدت (الجزيرة) صوت المواطن تم التواصل مع المدير العام للطرق والنقل بمنطقة الحدود الشمالية المهندس مطلق بن الأسمر الشراري, الذي رحب باستفسار (الجزيرة)، ورد (كتابياً) على كل الاستفسارات التي طُرحت حول الطريق المرتبط مع طريق رفحاء - لينة، وأكد أن هذا الطريق منفَّذ حديثاً، وهو أحد أجزاء الطريق الرابط بين الخشيبي وطريق رفحاء ـ لينة، وهو بطول (30) كيلومتراً، وهو طريق جديد، ومغطى بكامل بوسائل السلامة من دهانات ومسامير عاكسة (عيون قطط) وإشارات.
أما بخصوص الحادث الذي وقع بتاريخ 20/ 4/ 1435هـ، وهو ما يقصده المواطنون في حديثهم، فقد اتضح أن السبب في الحادث السرعة الزائدة, إضافة إلى فقدان بعض الإشارات. وأكد المهندس الشراري بقوله إنهم حريصون على أرواح المواطنين، وأضاف: لقد وجهنا باستكمال ما يحتاج إليه الطريق من خدمات إضافية.