من محاسن وزارة الثقافة والإعلام أنها استنَّت للكتاب معرضَه،..وليؤدي واجب الاقتناء..، والتأليف...... والقراءة من الناس أكثر القادرين مادياً..، وتنقلاً..، ونزولاً في الفنادق...!
وذهب الناس يفعلون..، وغداً موسم هذه السُّنَّة الحسنة موعداً للتعارف..، والتقارب..، والتصافي.. والالتقاء..،
مع أنه أصبح وقتاً للتظاهرة..، والسباق الحميم..، لكنه سباق حميد..، وسبيل لارتقاء سلَّمةً في مقياس الوعي بالكتاب..،
على ما استُحدث في أمره من تِقانة، وأقنية، وتطوير بات الفرد المثقف مُلزماً بالتعارف معها، والتآلف..
ولعل الطفل، والناشيء في مراحل ما بعد الطفولة، وكل دارس، وباحثٍ أن يجد مبتغاه من الكتب الرصينة..، ذات الجدوى السمينة فكراً، ومبنى، إذ طغت في مواسم مضت موجةُ الهزيلِ...، والسطحي..، ونتاج السرعة..، والعجلة بهدف التسابق على منصات التوقيع، وعناوين الصحف الورقية، والإلكترونية،..ومن الجميل أيضاً أن أصبح الآن في قدرة كل ذي كتاب أن يصل لمريديه عن طريق الدعاية الشخصية، والإعلان الذاتي، بوضع صورة، واسم مؤلَّفه في شريط مواقع التواصل مكان تغريدته، أو في خانة مواجهته، ..
ما نأمل من هذا الجميل في حركة اتباع سُنَّة القراءة، أن يتاح للكتاب ذاتَه استمرارَ البهجة، بأن يُقرأ، ولا يكون الثمرة التي تُقتنى وتوضع في انعزال، ثم يعاف عليها الوقت فتفسد..
إن فساد الكتاب ذلك الغبار الذي يخيم عليه، وذلك الصمت الذي يتسلل لأوراقه حين لا يشم الهواء يُقلبُ مع القراءةِ أوراقَه..
إن سُنَّة وزارة الثقافة هذه مرهقة ومتعبة، وتستحق التنقدير، بأن ينبغي أن تكون سبيلاً لزياة الوعي العام، والثقافة الشاملة، والمعرفة النابهة، تلك التي يُتَوقع أن تنعكس في سلوك الناس الفكري، وترفع من مستوى التآلف بينهم مع كل رأي..، وأن تستوطن القناعة في نفس صاحب كل عقل يفكر، ويستوعب بأن مساحة الفكر ليست محددة، ولا مخصصة، وليست قابلة للملكية الفردية.
بمعنى أن موسم الثقافة، ومصادرها الذي يتيح ما لا يستطيعه كل فرد، هي محكات لأبنية مستقبلية لسلوك الناس الفكري، والأدبي، والنفسي..
وهذا ما نأمل أن يتحقق من هذه التظاهرة العامة، الخاصة..
تحية كبرى لأخي العزيز الدكتور عبدالعزيز خوجة مجددة كل موسم لأداء سُنَّة القراءة..، ونشر المعرفة..، وبسط مساحات الثقافة، وضخ منابعها، ولكل القائمين معه على إنجاح هذه السُّنة، وأدائها.. هناك حيث المرجل متوقداً في موقع «معرض الكتاب»..!