ذهبنا على شفا حافة بين هذا يأخذنا للتوجس والقلق, وهذا يطمئننا دونهما..
وأخيراً «الحبق» الورق المديني الأخضر الذي تعوّدنا أن نعطِّر به شاي الظهيرة، وجلسة الصحبة, وأنس الأسرة..
«عادة» لازمتنا منذ الصغر، وما أخافنا من عطر الحبق شبح «سرطان» أجارنا الله منه, ولا جثوم سموم أبعدها الله عنا..
ما الذي بقي لمراكز البحوث، والسِّميات, ومختبرات الأطباء, والباحثين التجريبيين، وهم يقلقون راحة الناس،
بينما العمر «مكتوبٌ»، والآجال لا يوقفها حذر, ولا يقربها ورق شجر..؟!!
فكل يوم تطلع الشمس على جديد يحير, لأن الأبحاث تتناقض بعد فترات, ويُختلف عليها في آن عشرات, فما يمرض اليوم, يفيد في الغد.., وما سوف يميت قريباً.., سيساعد في العافية اليوم.., وهذه الأخبار ترد عنها في شأن أنواع المأكولات, والشاي, والقهوة, والزيوت, والمعادن, ومياه الشرب, والمنظفات, والمبيدات, وسخونة المياه, وأجهزة الرياضة, وأنواع العطور, وكريمات التجميل.., بل الأعشاب, ومصادر السقيا للأشجار, وطريقة الجلوس, ومؤثرات الأجهزة، وحرارة الشمس, وكل ما يتنفس به المرء وعنه, وما يشم منه، وما يتذوّقه, وحيث ينام, وما يلبس, وما يركب, وما يحتذي..,
كل ذلك تأتينا أخبار عنه تتناقض في أمر فوائد مكتشفة, أو مؤثرات ممرضة, وتتربص الإنسان بقتله ..مرضاً, وعللاً منها النفسي, ومنها العقلي, ومنها ما يصيب بقية أعضاء الجسد..بما فيه دمه، وأعصابه.., وجلده, وعظامه..!!
كل شيء أصبح موجهاً لإزهاق روح الإنسان.., فإن لم تكن روحه, فطمأنينته وثقته..لعدم ثبات النتائج التي يُعلن عنها في ساعة, وتناقضها الأخبار في ساعات أخرى..!!
مع أن الإيمان مطلق في ضرورة احترام العلم، والارتكان بثقة إلى إضافاته, وابتكاراته, ومنجزاته التي تنصرف لمصلحة البشرية ومنفعتها, كما يقول العقل والمنطق, وحجة العلم والتجربة.., لكنها توارب بعض أبوابها في اتجاه غير دقيق نحو ريح القلق, وشعاب التيه والحيرة..!!
الآن، ما الذي سيقوله الشاي للحبق..؟!
وما الذي سيكون عليه حال الحبق بين نظرائه، وهو يكتشف أنه بعد هذا العمر المديد يحتسيه بلذته المعتقة المولعون بالطعم, ونكهة الطبيعة أهل المدينة، ومكة، وحائل، وأهل المدن التي زحفت إليها العربات المعبقة به, وبقية مزروعات المدينة، والدوش, والنوامي, والعطرة, والورد، وهو بينها ندي يتباهى بأوراقه ..؟
وهل سيقف جوار باعته, أو ينتظر في شجراته ليرى ما سيأتي من بعد عنه..؟
أو أنه سيتوه بين مؤيّد لاكتشاف مركز السميات في التخصصي عن خطورته, وبين معارض ينحو جوار المؤيّدين سلامته كالدكتور جابر القحطاني الشهير.. والمستهلكون احتساء الحبق عمراً مديداً..؟!
فمن يجيب عن الحبق ..؟!