في الغد ينتزع الأخضر آخر أوراق التقويم الآسيوي.. بمقابلة المنتخب الإندونيسي.. ورقة قد لا تكون ذات أهمية في النتيجة.. فالأخضر وقع ورقة التأهل منذ جولتين.. لكني أتساءل عن الأمور الأخرى المحيطة بهذه المباراة؟
لماذا لم نسمع أي توجه لدعم الوطن في نزاله.. خصوصاً أن ما حولنا من دول تغلي.. لذا ما أحوجنا لتبيان مدى محبتنا لبلدنا ضد كل الناعقين.. وجعل كل ظهور للأخضر أشبه بالمهرجان.
لماذا لم نقرأ عن أي تحرك من إدارة المنتخب للاستفادة من تجربة الأندية في (التيفو).. وذلك باستقطاب تلك الكفاءات لتكوّن فريق عمل للمدرج ليظهر بأبهى حلة؟
لماذا نشاهد في مدرجات الأندية تسابقا على الجمال.. ونقش المناسبات.. وحتى أسماء الشخوص.. في حين لم نسمع بتحرك تجاه تيفو مثلاً عن راية الوطن أو اسم قائده أو حتى امتنان لرجال الأمن البواسل الذين يضحون بالغالي والنفيس.
لماذا لم نرَ مبادرات من رجال الأعمال تجاه الوطن.. ففي حين نقرأ عن عضو شرف وهو يتبرع بتذاكر لناديه ونقرأ للآخر تحمل مصاريف رابطته.. نجدهم بالمقابل بلا أي تحرك لدعم الوطن أو المساهمة في مبارياته.. هل أصبحت الأندية أهم من الوطن؟
قد يقول قائل: المباراة تحصيل حاصل.. نعم إن كان الكلام عن التأهل.. لكن إن كان الحديث عن استفادة لما هو أبعد من نتيجة مباراة.. فاللقاء فرصة سانحة لغرس حب الانتماء لدى الشباب والناشئة.. والانصهار تحت راية واحدة.. بعد أن نأت بنا الألوان إلى التفرقة والتعصب والتشتت.
الشباب إبداع.. لا بضاعة
ذهب إلى إيران محملاً بهموم النهضة.. الكل يتحدث علانية أو حتى يتمتم: هذا الفريق سيجلب العار للوطن.. يستحيل أن ينهض.. تسابق بعض مخضرمي الإعلام إلى التندر عليه.. أحدهم قال بتهكم: من لم يفز على النهضة هل سيأتي بالنصر من أمام الاستقلال وبإيران؟
لكن الليث ظهر بكامل قوته.. فتسلطن فرناندو ورافينها ومعاذ وعطيف.. وكان سياف والمرشدي والأسطاء وخلفهما وليد أشبه بسد خرساني صلب.. في حين تكفل خليلي بإمضاء آخر سطر من رواية إيران.. بأجمل إمضاء غاية بالبيان.
عاد الليث بالدرجة الكاملة للوطن.. في حين سقط بقية الممثلون في فخ التعادل على أرضهما والخسارة خارجة.. انتظر الليث من الإعلام الإنصاف.. لكن فاقد الشيء حتماً لا يعطيه.. فمن يبع الإنصاف بمزاد التسويق.. لا يستحق الاحترام.. نسيت أن أخبركم عن صاحبنا المخضرم الذي تندر ليلة المباراة.. هو ذاته وبلا حياء خرج بعد فوز الشباب ليقول كنت أتوقع ذلك؟.. يبدو أن حنيفة هذه المرة لن يكتفي فقط بمد قدميه.
من هنا وهناك
- تأخر حسن معاذ عن الأخضر فعُوقب بمباراتين.. وخرج خالد عزيز لـ15 ساعة من المعسكر فأوقف عاما.. إن لم تتغير اللوائح.. فقل على العدل والمساواة السلام إن لم يعاقب عبدالله العنزي.
- قبل لقاء نصف نهائي ولي العهد بين الشباب والنصر.. خرج المهنا رافضاً قيادة الأجانب لها.. وحجته أن البطولة للحكام السعوديين.. لنفاجأ بالنهائي يقوده السلوفيني ونتأكد أن حديث المهنا كان مجرد سواليف.. السؤال هل يتجرع الشبابيون من كأس حكام المهنا ثانية؟ أم نرَ حكاما أجانبا للقاء الفريقين في كأس الأبطال؟
- بدلاً من الدعاء للرجل في مرضه.. كثر اللت والعجن عن أحقية سامي الجابر في الجلوس بمقاعد البدلاء في لقاء الأهلي الإماراتي بالهلال.. أعتقد أن الأمر أبسط من ذلك فالمباراة الآسيوية المقبلة عند جلوس سامي من عدمه.. هي الكفيلة بالرد على كل تلك الأقاويل المتباينة.. ولا أدري ما الداعي لكل هذا التناحر؟
- النقل التلفزيوني للفئات السنية بالقناة الرياضية السعودية لا يخضع لأية مقاييس.. فقط مزاجية المسئول ورغبته هي المتحكم في ذلك.. لذا تخيلوا فرقاً تترنح بمراكز متأخرة وفي كل جولة نجدها بالنقل حاضرة.. في حين فريق كشباب الشباب بطل كأس الاتحاد والمتصدر لدوري الشباب يعاني من عزوف القناة.. عجبي.
- تواترت الأنباء عن عودة عبده عطيف لفريقه الشباب بعد رحلتيه مع الاتحاد والنصر.. وبعيداً عن مستواه.. فإنه يحسب للاعب أنه في كل ظهور إعلامي له كان لا يتحدث عن الشباب إلا بالجميل.. لكن السؤال: إن كان اللاعب غادر لعدم التزامه باللوائح.. هل ستكون عودته مقرونة بالتعهد بالالتزام بها.. أم أن المبادئ تغيرت؟!
خاتمة:
بين الإغراق بالمدح والإغراق في الذم.. تموت الحقيقة موتاً لا حياة لها من بعده إلى يوم يبعثون. لمصطفى المنفلوطي.