اقتحم مسلحون محكمة في منطقة تسوق مزدحمة بوسط العاصمة الباكستانية أمس الاثنين ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً على الأقل في هجوم جريء سيقوض على الأرجح أي احتمال لإجراء مفاوضات سلام يعتد بها مع مقاتلي حركة طالبان. وسمع دوي انفجار في وسط إسلام أباد بعد التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي تلاه إطلاق نار. وقالت الشرطة إن 30 شخصاً على الأقل أصيبوا. وكان قاض من بين القتلى. وقال فيصل علي وهو رجل أعمال شاهد الهجوم: «كان هناك انفجار أعقبه إطلاق نار كثيف. أمطر مسلحون الجميع بوابل من الرصاص». ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن الهجوم على الفور لكنه من المرجح أن يظهر أن قيادة طالبان المركزية التي أعلنت وقف إطلاق النار لمدة شهر لا تسيطر سيطرة كاملة على عملياتها. ويشن مقاتلو طالبان هجمات متكررة في مختلف أنحاء البلاد لكن مثل هذه الهجمات نادرة في إسلام أباد مقر الحكومة الباكستانية. وتناثرت قطع الزجاج المكسور والأشلاء البشرية المتفحمة في موقع الانفجار في منطقة سوق إف 8 وهرع السكان ورجال الشرطة إلى مكان الحادث الملطخ بالدماء. وانتشرت برك الدماء والأشلاء على أرضية عدة مكاتب. وقالت الشرطة إن مسلحين أطلقوا النار على أهداف عشوائية في المنطقة بعد الانفجار الأول عند المحكمة. وأغلقت الشرطة نقاط الدخول والخروج إلى المنطقة وهي عبارة عن شوارع ضيقة متربة تضم محلات تجارية ومكاتب من غرفة واحدة. وطرقت قوات الكوماندوس الأبواب وعكفت على تأمين الشوارع وتمشيط المنطقة بحثاً عن مسلحين آخرين. وقال محمد يوسف رئيس مركز للشرطة لرويترز «هناك شرطي بين القتلى.» وأضاف «لدينا أيضا تقارير غير مؤكدة أن اثنين من المحامين قتلا. هناك قدر كبير من الفوضى في موقع الحادث في الوقت الراهن وستصبح الأمور أكثر وضوحا عما قريب». كانت حركة طالبان وهي جماعة متشرذمة تضم عشرات المجموعات الأصغر أعلنت يوم السبت وقف إطلاق النار لمدة شهر واحد في محاولة لإحياء محادثات السلام ودعت جميع الجماعات إلى مراعاة ذلك. وانهارت المحادثات الشهر الماضي بعد سلسلة هجمات لمسلحين وهجمات مضادة للجيش.