أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة «رفضها المطلق» لما تعرض له المؤتمر الوطني العام من أعمال عنف، ودعت المواطنين إلى الالتزام بالتعبير السلمي عن الإرادة. وأكدت الحكومة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الليبية أمس الاثنين، على «حق المواطنين في
التظاهر السلمي والاعتصام، باعتباره أحد مكاسب ثورة 17/ فبراير/ ومظهرا من مظاهر المجتمعات الديمقراطية». ودعت الحكومة المواطنين «إلى ضبط النفس والحفاظ على سلمية حراكهم الشعبي، حتى يصلوا إلى تحقيق أهدافهم، آملة من المؤتمر الوطني العام التواصل مع المعتصمين وفتح باب الحوار معهم». كما شددت الحكومة على «رفضها وشجبها لأعمال العنف لفرض الآراء، داعية الجميع لتوخي الحكمة، وضبط النفس والتحلي بالمسؤولية الوطنية». وكان متظاهرون اقتحموا مقر المؤتمر الوطني العام بطرابلس أثناء انعقاد جلسته المسائية لاستكمال عدد من المواضيع المتعلقة بإجراء الانتخابات الرئاسية.
و شهدت ليبيا أعمال عنف جديدة في العاصمة طرابلس وفي بنغازي، حيث قتل شخصان أحدهما فرنسي والثاني رجل أمن وعثر على جثث خمسة أشخاص قتلوا بالرصاص، في ما يعكس مجدداً الفوضى التي تعيشها البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي. وقال المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي المقدم إبراهيم الشرع أن «شخصين بينهما فرنسي الجنسية قتلا في بنغازي».
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في باريس «اغتيال» المهندس الفرنسي باتريس ريال وعبَّرت عن «إدانتها بأكبر قدر من الحزم عملاً شنيعاً وجباناً»، داعية إلى «البحث عن مرتكبيه ومحاكمتهم في أسرع وقت ممكن». وكان قد اقتحم في طرابلس الأحد عشرات المتظاهرين الذين كان بعضهم مسلحاً مقر المؤتمر الوطني العام أعلى سلطة سياسية وتشريعية في ليبيا، مطالبين باستقالة النواب، مما أدى إلى إصابة نائبين بالرصاص. وقال رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين لقناة الأنباء الليبية إن «عضوين (في المؤتمر) أصيبا بالرصاص حين كانا يحاولان مغادرة المكان بسيارتيهما»، متهماً «متظاهرين مسلحين»باستهدافهما. وكان عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر قال للقناة ذاتها في وقت سابق «هناك أعضاء تعرضوا لاعتداء» موضحاً أنه تم الاعتداء على سيارات نواب.
وقالت نائبة لوكالة فرانس برس إن متظاهرين معظمهم من الشبان، اقتحموا مقر المؤتمر وهم يهتفون «استقيلوا، استقيلوا». وأضافت أن بعض المتظاهرين كانوا يحملون مديات وعصياً. وبحسب وسائل إعلام ليبية فإن عضو المؤتمر العام عبد الرحمن السويحلي أصيب برصاصة حين كان يحاول الفرار من المكان. ويطالب المتظاهرون بحل المؤتمر العام ويحتجون على «خطف» متظاهرين السبت من المشاركين في اعتصام أمام مقر المؤتمر بوسط العاصمة الليبية.
ونددت وزارة العدل بخطف «شبان قدموا للتعبير عن رأيهم». وكان ميلاد العربي أحد المشاركين في الاعتصام الذي طالب بحل المؤتمر، قال في وقت سابق إن «مسلحين حضروا وأطلقوا النار في الهواء وأضرموا النار في خيمة أقامها المعتصمون أمام مبنى المؤتمر».