غزة - بلال أبو دقة القدس - رندة أحمد - واشنطن - وكالات:
دعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس الاثنين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرارات (صعبة) للتوصل إلى السلام مع الفلسطينيين، وذلك في مستهل اللقاء بينهما في البيت الأبيض تزامناً أيضاً مع تصعيد إسرائيلي خطير في غزة، تمثل في استشهاد فلسطيني وجرح ثلاثة آخرين في غارة جوية إسرائيلية شمال قطاع غزة.
وذكر الرئيس الأمريكي خلال مباحثاته مع نتنياهو أمس في البيت الأبيض أن المهلة المحددة لانتهاء المفاوضات المباشرة بين الطرفين بحسب ما اتفق عليه لدى انطلاقها في يوليو الماضي تقترب وهي في التاسع والعشرين من أبريل المقبل. وقال (سيكون من الضروري اتخاذ بعض القرارات الصعبة) . وفي حين طرح نتنياهو فكرة القلق الإسرائيلي من الملف النووي الإيراني..قائلاً (إنه لا توجد دولة لها مصلحة أكثر من إسرائيل في منع إيران من أن تصبح دولة نووية) .. طمأنه أوباما مباشرة وقال إن واشنطن لا تزال ملتزمة بمنع إيران من اكتساب القدرة على إنتاج أسلحة نووية.
إلى ذلك زعم نتنياهو انه خلافاً لبلاده فإن الفلسطينيين لم يقوموا بما يلزم في هذا الملف بحسب ما نقل مراسل فرانس برس في المكتب البيضوي في البيت الأبيض. وقال نتانياهو (ان إسرائيل قامت حتى الآن بتفكيك) مستوطنات وأطلقت سراح مئات (الإرهابيين) الفلسطينيين على حد قوله. واعتبر أن إسرائيل (قامت بما يتوجب عليها القيام به. وقال نتنياهو ( أنا متأسف لقول ذلك إلا أن الفلسطينيين لم يقوموا بالمثل) . وكرر نتنياهو أيضاً دعوة الفلسطينيين إلى الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وكان أوباما قد حذر عشية زيارة نتنياهو لواشنطن من مستقبل مظلم لإسرائيل، وعزل دولي وكارثة ديموغرافية، إذا لم يوافق نتنياهو على قبول خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بكل اهتمام تحذيرات اوباما لإسرائيل التي هاجم فيها بشكل غير مسبوق حكومة نتنياهو بكل ما يتعلق بالاستيطان، محذراً من فشل عملية السلام وتأثيرها على إسرائيل دولياً وقدرة واشنطن الدفاع عن إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة إذا لم يتم التوصل إلى سلام. وهاجم أوباما في حديث لوكالة الأنباء الأمريكية (بلومبرج) بشدة البناء الاستيطاني، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستجد صعوبة في الوقوف إلى جانب إسرائيل في الأمم المتحدة والحلبة الدولية في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام.
ونشرت الصحف الإسرائيلية على صدر صفحاتها الرئيسية المقابلة مع التأكيد على أن اوباما سيوجه عدة أسئلة لنتنياهو حول القضية الفلسطينية إذا لم يكن الآن إذاً متى ؟ إذا لم تتوصل أنت نتنياهو إلى اتفاق من سيفعل ذلك؟ وقال أوباما واصفاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه الزعيم الفلسطيني الأكثر اعتدالاً من أجل التوصل إلى سلام: إذا كان نتنياهو لا يؤمن بأن السلام مع الفلسطينيين هو الأمر الصحيح لإسرائيل عليه طرح بديل ومن الصعب طرح إمكانية أخرى غير السلام) . وتابع أوباما (الرئيس عباس يعترف بحق إسرائيل في الوجود، وعلى استعداد أن يقدم التزامات للحفاظ على الأمن ومن الخطأ عدم استغلال هذه الفرصة لأن إسرائيل تعاني الآن من العزلة الدولية. وكانت قوات الاحتلال قد نفذت أمس غارة جوية بطائرة استطلاع على شارع السكة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة؛ ما أدى إلى استشهاد الشاب الفلسطيني (مصعب موسى الزعانين 21 عاما) وجرح ثلاثة آخرين بينهم فتاة وطفل يبلغ من العمر سبع سنوات حسبما أكدت مصادر (الجزيرة) . بدرها ذكرت مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أكد تنفيذه هجوما على شمال قطاع غزة زاعمًا أن المجموعة المستهدفة كانت تعد لإطلاق صواريخ محلية على جنوب إسرائيل.