تقول التقارير إن متوسط معدلات الطلاق والانفصال في خمسينيات القرن الماضي في العالم، كانت حالة طلاق واحدة لكل (8 زيجات)، أما اليوم فالمتوسط العالمي هو (50 %) ووفق تقارير مكاتب الإحصاء (الأوربية)، ولا أعرف هل تم ضم حالات الطلاق في العالم العربي أم لا ؟!.
(فوبيا الطلاق) تزداد لدينا، كون المجتمع لا يتقبل الأمر كتجربة لم يكتب لها النجاح، ولا يقرأها بعيداً عن التأويل والتفسير الظالم لكلا الطرفين دون أي إطلاع أو معرفة لأسباب الأمر، الذي يُغري المتطفلين لسبر أغواره، ونسج القصص والتحليلات لاكتمال حدث لم يحدث في الأصل من أجل إشباع غريزة (اللقافة) وادعاء المعرفة بالتفاصيل ودقائق الأمور وأسرار البيوت!.
النساء هنّ النساء في السعودية أو في أوروبا، لذلك حاولنّ بعض النساء استيراد وتوطين ثقافة (حفلات الطلاق) بصورة مشوهة عن المعمول به في أوروبا، لذا هاجمها البعض على أساس أن فيها تكريسا وتشويها لصورة (الزوج السعودي) وكأن مجرد التخلص منه، يستحق حفلة وفرحة كبيرة!.
هناك أكثر من 12 جمعية تطوعية في ألمانيا وحدها مخصصة لمناصرة ومساعدة النساء للاحتفال والتخلص من أزواجهم (الألمان)، لم يقل أحد أن هذا تشويه لصورة الزوج الألماني مثلاً؟!.
لأن الفكرة من الحفلة ليست للرقص والطقطقة (بعاطفة) فقط، كما يحدث لدى البعض للأسف !.
حفلات الطلاق في أوروبا رغم ما تحويه من تصرفات (جنونية) مثل رمي المُطلقة بالطماطم وقص فستانها كتعبير عن الفرح بالمناسبة الخاصة، إلا أنها تبقى (منصة) تعيد للمطلقة الثقة بنفسها عبر توضيح موقفها لمن حولها، كون الانفصال كان حلاً لتجربة لم تنجح لأسباب خاصة أو يمكن شرحها للحضور، مع حفظ (خصوصية وأسرار الزوج) !
يتم معالجة وضع (المطلقة) عبر الدعم النفسي من قبل متخصصات، أو تقديم استشارات قضائية لمسألة الحضانة أو المؤخر وكذلك وضع خطط بديلة للسكن والصرف المادي !.
إذا كانت جمعيات أوروبية مثل (نساء في مساعدة نساء) و(بيت النساء) و(سعداء الانفصال) و(نساء ضد العنف) وأخيراً (النساء الوحيدات) ينظمن حفلات الطلاق إما تطوعاً أو بمقابل رمزي للمرأة، فمن يقوم بهذا الدور لدينا ؟!.
يبدو أننا استنسخنا الحفل (عاطفياً) ونسينا (المضمون) المفيد للمطلقة، بسبب غياب دور الجمعيات الفاعل؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.