بدت أوكرانيا أمس الأحد على (شفير الكارثة)، واتهمت روسيا بـ(إعلان الحرب) عليها، مع فقدان سيطرتها سريعاً على شبه جزيرة القرم، فيما واصلت الدول الغربية مساعيها لإيجاد حل لأحد اخطر النزاعات مع موسكو.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس الأحد اثر توعد روسيا بالتدخل عسكريا في أراضى بلاده: (إذا أراد الرئيس «الروسي فلاديمير» بوتين أن يكون الرئيس الذي بدأ حرباً بين بلدين جارين وصديقين فانه على وشك تحقيق هدفه. نحن على شفير كارثة).
واضاف متحدثا بالإنكليزية لإسماع ندائه بوضوح للغرب (انه الإنذار الأحمر.
هذا ليس تهديداً انه في الواقع إعلان حرب على بلادي).
ووضعت القوات الأوكرانية في حالة تأهب بأمر من الرئيس المعين من قبل البرلمان الأوكراني ألكسندر تورتشينوف.
واعلن النائب الأوكراني اندريه باروبي أمس أن الأمر لاستنفار القوات الأوكرانية جاء بعد قرار مجلس الأمن القومي الأوكراني حول حماية سيادة ووحدة أراضي البلاد.
وبحسب باروبي فإن البند الثاني من القرار (سري) في حين أن البند الثالث يتعلق بوزارة الدفاع لتنظيم وإجراء استدعاء الاحتياط بالحجم المطلوب.
وفي كييف تجمع نحو خمسين ألف شخص ظهر أمس الأحد في ساحة الميدان وفق مراسل فرانس برس.
وهتفوا مخاطبين روسيا (لن نستسلم) وحذرت الولايات المتحدة روسيا من تعليق عضويتها في مجموعة الثماني التي تعقد قمتها المقبلة في يونيو في مدينة سوتشي الروسية.
وعاود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي كان انتقد أول أمس (اجتياح واحتلال) روسيا لأوكرانيا هجومه أمس على موسكو، محذراً الرئيس فلاديمير بوتين من انه (قد يخسر «انعقاد قمة» مجموعة الثماني في سوتشي حتى انه قد لا يبقى داخل مجموعة الثماني إذا استمر هذا الأمر).
وتمسك بوتين بعد مناقشة الوضع في أوكرانيا هاتفياً مع نظيره الأمريكي باراك اوباما لأكثر من ساعة ونصف الساعة بحق بلاده بحماية مصالحها في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
وشدد بوتين في بيان أصدره المكتب الصحفي للكرملين على وجود تهديد حقيقي لحياة المواطنين الروس الموجودين على الأراضي الأوكرانية.
وأشار بوتين إلى أن روسيا تحتفظ بحقها في حماية مصالحها ومصالح السكان المحليين الناطقين باللغة الروسية في حال انتشار العنف إلى المناطق الشرقية من أوكرانيا والقرم.
إلى ذلك قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن الأحد قبيل بدء اجتماع أزمة لأعضاء الحلف في بروكسل (ما تقوم به روسيا في أوكرانيا ينتهك مبادئ شرعة الأمم المتحدة .. هذا الأمر يهدد السلم والأمن في أوروبا.
ودعا الحلف أمس روسيا وأوكرانيا إلى السعي لحل سلمي للازمة بينهما عبر الحوار ونشر مراقبين دوليين بحسب ما أعلن فوغ.
ولم ترد روسيا في شكل مباشر على هذه الاتهامات، لكنها بدأت حربا إعلامية عبر دعوات أطلقتها وسائل الإعلام العامة إلى الوحدة الوطنية في وجه (الفاشيين الذين استولوا على السلطة في كييف) .
وبثت وكالات الأنباء الروسية أمس معلومات مفادها أن عدداً كبيراً من الجنود الأوكرانيين في القرم فروا من وحداتهم التي باتت تدريجاً تحت سيطرة قوات الدفاع الذاتي الموالية لروسيا التي تعمل على توفير النظام في المنطقة.
وافاد مراسل فرانس برس بأن قاعدة بيريفالني العسكرية التي تضم وحدة من خفر السواحل الأوكرانيين على بعد 20 كلم من سيمفيروبول العاصمة حاصرها مئات من الرجال المسلحين ببنادق رشاشة.
وقدرت وزارة الدفاع الأوكرانية عدد هؤلاء بألف وقالت إن المهاجمين أرادوا إجبار خفر السواحل على تسليم أسلحتهم.
وفي ضربة قاسية وجهت إلى السلطات في كييف أعلن قائد سلاح البحرية الأوكرانية الأميرال دنيس بيريزوفسكي الأحد ولاءه للسلطات الموالية للروس في شبه جزيرة القرم وذلك في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة أركان الأسطول الروسي في سيباستوبول.
ووجهت أوكرانيا تهمة الخيانة مباشرة لقائد البحرية وقالت فيكتوريا سيومار نائب سكرتير مجلس الأمن الأوكراني (خلال حصار القوات الروسية للمقر الرئيسي للبحرية رفض إبداء المقاومة وألقى أسلحته).
وأضافت بدأ مكتب المدعي العام قضية جنائية ضد دينيس بيريزوفسكي بموجب القانون111: خيانة الدولة.
وفي هذا السياق تحدثت وسائل الإعلام الأوكرانية عن تظاهرات موالية لكييف ضمت ما بين ألف وعشرة آلاف شخص الأحد في مدن خاركيف واوديسا ودنيبروبيتروفسك وزابوريجيا.
كما تظاهر مئات الأشخاص أمس أمام السفارات الروسية في كل من وارسو ولندن وبرلين احتجاجا على التدخل الروسي في القرم بجنوب أوكرانيا.
ولوح المتظاهرون في وارسو بالأعلام البولندية والأوكرانية والأوروبية والبيلاروسية ورفعوا لافتات تقارن بوتين بهتلر أو ستالين. وهتف هؤلاء (لا تمسوا أوكرانيا) و(لا تمسوا القرم).