لاعبون كثر مروا في التاريخ الرياضي السعودي أبدعوا وأمتعوا وقدموا أنفسهم بما يليق فيهم كروياً, وبنوا لهم جماهيرية من ذلك الإبداع, ولاعبون كثر مروا في التاريخ الرياضي السعودي اتصفوا بالأخلاق الرفيعة واكتسبوا محبة الجمهور من خلال تلك الصفة, ولكن اللاعبين الذين جمعوا بين الإبداع والإمتاع وبين الأخلاق الرياضية الرفيعة قليلون جداً, بل ويعدون على أصابع اليد الواحدة, ومن بين تلك الأسماء التي حظيت بالحب والاحترام والتقدير نجم فريق الهلال محمد الشلهوب الذي كسب حب أنصار ناديه من خلال إبداعه الكروي كلاعب وسط أبدع وأمتع وصال وجال في المستطيل الأخضر وحقق من الانجازات ما يتمنى أن يحققه أي لاعب كرة قدم, وفي المقابل كسب احترام المنافسين بأخلاقه الرفيعة, وبابتسامته الدائمة.
الشلهوب صاحب الجسم النحيل والعقل الراجح والأخلاق الرفيعة حفظ له المجتمع الرياضي قدره وقيمته اللتين أتت من خلال إبداعه الكروي وأخلاقه الرفيعة, ومن خلالهما بنى له جماهيرية عريضة ليست مقتصرة على أنصار ناديه, بل أكاد أجزم بأنه اللاعب الوحيد الذي لا يوجد له (كارهون), وتلك نعمة منّ الله بها عليه.
النجم الهلالي الكبير غاب في عدد كبير من مباريات فريقه خلال هذا الموسم، ولكنه حينما عاد مؤخراً لم يتأثر كثيراً بالجلوس على مقاعد البدلاء, بل سطع نجمه حينما زُج به كلاعب أساسي في المباريات الأخيرة, وهذه ميزة لا توجد في كثير من اللاعبين الذين بالعادة يتأثرون حينما يغيبون عن جو المباريات, ولكن الشلهوب اختلف عنهم، وهو كذلك في شتى أموره, فقد سبق وأن ركن على مقاعد البدلاء في عهد الروماني كوزمين وحينما غادر الأخير وجاء البلجيكي جيريتس أعاده لأجواء المباريات وأثبت أنه لاعب مختلف حيث أبدع وأمتع وحقق في عهد جيريتس لقب الهداف, وكان أحد النجوم المؤثرين الذين قادوا الهلال في تلك الفترة للإنجازات والبطولات وقدموا مستوى تغنى به القاصي قبل الداني والبعيد قبل القريب والكاره قبل المحب.