في المعرض الشخصي: (فضاءات المكان بين الواقع والمتخيل) قدم الفنان سامر الحلقي بقاعة العالمية مجموعة أعمال مسندية ذات بعدين وأخرى مجسمة ذات ثلاثة أبعاد، وحرص في افتتاح معرضه على أن يقدم منجزه بطريقة غير تقليدية، فبعد أن كسا جدران القاعة بالسواد علّق عليها قرابة الثلاثين عملاً، وعند دخول الجمهور إلى القاعة وسط إظلام كامل تم تسليط ضوء موجه من كشافات متحركة إلكترونياً مثبتة على جسرين بالقاعة في توجيه لمسار المتلقي لرؤية الأعمال تسلسلياً كما أراد لهم الفنان أن يروها ومصاحباً لضوئه المنبعث في الظلام على الأعمال.. إيقاعات موسيقية تدرجت تصاعدياً بين الهادئة إلى التفاعلية والصاخبة في انتقال ناعم بين الأجزاء السبعة للمقطوعة وهو ما جعل المتلقي للوهلة الأولى يشعر أنها مقطوعة واحدة، وهو ما يعد تميُّزاً لمهندس الصوت بالمعرض..كل ذلك كان محاولة من الفنان وفريق العمل معه لمسرحة العمل الفني، فحضرت الإضاءة والصوت واكتفى بشخوص أعماله في هذه المشهدية التي تجول بزوار المعرض بين إضاءة وصوت على جميع أعمال المعرض.
وحضرت الإضاءة والصوت والعمل الفني في المعرض بمستوياتها الثلاثة المتباينة وسعى الفنان للمواءمة بينها وتقديمها في قالب واحد يخدم المنجز التشكيلي لديه ولعله بمواءمته هذه نجح في أمرين، وهما إحداث عامل الصدمة أو الدهشة الأولية لدى المتلقي، وأيضاً في فرض سيطرته وسطوته على المتلقي في تسلسل رؤية الأعمال الفنية كما يريدها هو وليس كما يريدها المتلقي وليته كان تسلسلاً مقصوداً ومدروساً يخدم فكرة العمل وتسلسل الأعمال التاريخي أو الموضوعي، ولكنه تسلسل حكمته طبيعة الصالة وتضاريسها بعيداً عن فكرة المعرض، أما مسرحة العمل التشكيلي التي عمل عليها الفنان في افتتاح معرضه هذا، فلم تكن قراءة مسرحية للمعرض التشكيلي وفكرته كما حدث في القراءة المسرحية التي قدمها فنانو مسرح الطائف للمعرض الجماعي (مساحات مشتركة) في العام 2000م، ولم تكن أيضاً قراءة مسرحية موازية للمعرض التشكيلي كما حدث في المعرض الشخصي (تحية لسيد البيد) عام 2011م والذي قُدم عرض مسرحية (كنا صديقين) موازياً له، وربما اهتمام الفنان وفريق العمل بالتقنية الإخراجية وسينغورافية المكان أسقط من حساباتهم الاتكاء على الفكرة قبل التقنية.
أما الأعمال التشكيلية التي قدمها الفنان سامر والذي وسم كل عمل بمسمى خاص به، فقد قدمها بأكثر من خامة مستحضراً اللون كإشارات بين الوضوح والاندماج في عتمة الخلفية وضوء بؤرة العمل، أما وجوه شخوصه فملامحها مدمجة وتصرخ بصمت ومعاناة فغياب أفواه معظم بورتيرهاته ألجمها بالصمت رغم المعاناة والألم الذي تشي به ملامحها المتبقية، وتماهت وتقاطعت بورتيرهات الحلقي كثيراً مع أعمال فرانسيس بيكون على خلاف شخوصه الكاملة في بقية الأعمال التي لم تكن على قدر تمكن أعمال البورتيرهات.