إعلان عبداللطيف جميل عن مبادرته الوطنية بإقامة مشروع يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط خصوصاً في مجال الفنون، إذا علمنا أن غالبية مثل هذه المشروعات تنفذ من قبل الحكومات كما هي في الخليج خصوصاً قطر والإمارات المتحدة التي لديها القناعة التامة بأهمية الثقافة والفنون، مع ما وجد في الشرق الأوسط من فرص لاستثمار الفنون مثل آرت دبي وفن أبو ظبي. أو ما بدأنا نلمسه من محاولات ولو خجولة في ما أقيم من فعاليات في محافظة جدة ظاهرها محلي وبين ثناياها من يجد فيها إمكانية الاستثمار من شركات ومؤسسات أخرى؛ إما عبر العمل الإعلامي والإعلاني عن هذه الفعاليات أو من خلال نشر المطبوعات.
أعود لمشروع جميل الذي يحمل عنواناً أجمل (الفن الجميل)؛ جاء الاسم والإبداع ليشكلا صفتين معاً (جميل اسم صاحب المبادرة والفن الهدف المنشود).. ونحن هنا نضيف أيضاً وبكل فخر واعتزاز بهذا المشروع لنقول إنه فن جميل يجمِّل فنون الوطن ويضعها على الطريق السليم، لنخرج بهذا المشروع بمنهجية راقية تجمع شتات ما يتم من أنشطة وبرامج غالبيتها ارتجالي غير ممنهج.
جاء مشروع بيت (الفن جميل).. بكل طموحه وبعد نظر من قام عليه وبما يتضمنه من فروع الإبداعات الإنسانية يجمعها رحم الفنون البصرية.. موسيقى ومسرح وتصوير فوتوغرافي بكل تنوع أساليبها وما تحمله من حداثة أو ما يقتنى من أعمال بدايات انطلاقة هذا الفن ورواده.
كما أن في وجود قاعة خاصة لأعمال جائزة جميل للفن الإسلامي تعد استكمالاً لأصل فكرة بيت الفن الجميل بعد أن حققت الانتشار العالمي لتعود إلى حضنها ورحمها الذي ولدت فيه محافظة جدة.. إن ما سيكون عليه (بيت الفن الجميل) من تنوع منها قاعة للمعارض الدولية الزائرة والمعارض المحلية وقاعات للتدريب ومكتبة متخصصة في المجال الفني، وقاعة محاضرات كبرى ومسرح فني, ما يعني أن هناك خطوة أكبر قد تكون تأسيس أكاديمية أهلية للفنون.
كما أن الجميل في الأمر بعد نظر من قام على الفكرة وقناعته بأن في الفنون مجال استثمار، حيث أضيف على ما سبق إنشاء المعامل الفنية وكافتيريا ومحال تجارية ومتحف مفتوح لعرض المجسمات الجمالية والمنحوتات وقاعات أخرى لإقامة فعاليات متنوعة.. وهنا أتوقع أن المحال التجارية ستكون متخصصة لبيع منتجات الفنانين أصولاً كانت أو منسوخة والمشغولات الشعبية والتذكارية.
أخيراً نهنئ الفنون البصرية السعودية بكل فروعها والثقافة عامة بهذا الإنجاز الكبير الذي سيكون له وقع وسيثمر بالكثير من الاهتمام بهذه الفنون محلياً ودولياً وستكون جدة كما هي رائدة ومبادرة في كل ما فيه دعم لحضارة الوطن المعاصرة.
أما الأمل أو الأمنية فهي في أن نجد مثل هذه القناعة والاهتمام من رجال الأعمال في الرياض العاصمة.