عرفت وزارة الشؤون الاجتماعية كيف تستعين بمراكز الشرطة لاستدعاء مواطنين كفلاء لبعض العاملات المنزليات الهاربات من منازلهم؛ لتعذُّر استكمال إجراءات ترحيلهن بسبب عدم استلامهن رواتبهن كاملة! وبالتالي تكدُّس عدد كبير من العمالة المنزلية في مكاتب شؤون الخادمات ومكاتب التسول حتى تجاوز الطاقة الاستيعابية لها. وقد تجاوبت الشرطة وقامت بإبلاغ عدد من الكفلاء وأحضرت بعضهم بالقوة الجبرية، وأخذت تعهدات خطية عليهم بمراجعة مكتب مكافحة التسول في أسرع وقت ممكن لإنهاء إجراءات سفر الخادمات!
وطالما وافقت الشرطة على إحضار الكفلاء بالقوة الجبرية لإنهاء إجراءات الخادمات، ودفع الرواتب المتأخرة أثناء هروب الخادمة وتسولها أو عملها بمنازل أخرى؛ فإنّ المواطن سيضطر لدفعها كاملة وسيجبر على استخراج تأشيرة مغادرة ودفع قيمة تذكرة السفر والعودة لبلدها.
والمدهش هو أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية، لم تلتفت لما دفعه المواطن من تكاليف ابتداءً من رسوم التأشيرة وأتعاب مكاتب الاستقدام التي تتعدى عشرة آلاف ريال، وانتهاءً بالفحص الطبي واستخراج بطاقة الإقامة النظامية مروراً بتهيئة السكن وتبعاته، إضافة لدفع الرواتب دون مقابل عمل كما هو الاتفاق!
ولو أرادت الوزارة تشخيص مشكلة الخادمات الهاربات وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية، لحمّلت مكاتب الاستقدام المسؤولية كاملة، وأحضرت أصحابها بالقوة الجبرية عن طريق مراكز الشرطة، وقامت بإعادة تكاليف مبالغ الاستقدام للمواطن ودفع رواتب الخادمات الهاربات كلها، لأنها السبب وراء مشكلة هروبهن، فهي لم تفِ بالعقد ولم تستقدم خادمات مدربات ، وعلى دراية كاملة بواجباتهن واطلاع تام على حقوقهن ولديهن الرغبة الفعلية في العمل وفقاً لشروط الكفيل، عدا ما يسببه هروبهن من مشاكل أسرية واجتماعية، فضلاً عن جرائمهن أو سرقاتهن.
إنّ الإجراءات الصارمة التي تتبعها وزارة الشؤون الاجتماعية في تحصيل رواتب الخادمات الهاربات وحفظ حقوقهن ومعاضدة الشرطة لها مع صمت تام من قِبل وزارة العمل؛ يثير الدهشة والتساؤل والأسى! فالوضع ينقلب ويختلف حينما يشكو المواطن من هروب الخادمة وما يترتب عليه من خسائر فادحة! حيث لا يجد من يساعده ولا من يعيد حقوقه، فالشرطة والشؤون الاجتماعية ترفضان بلاغه وتردان شكواه بحكم عدم الاختصاص، بينما وزارة العمل تَعِد بتقليص المشكلة عبر فتح منافذ استقدام إضافية من دول أخرى دون حل للمشكلة ذاتها!
الزبدة : ادفع أيها المواطن رواتب الخادمة الهاربة وأنت ما تشوف الدرب!!