دمشق - عواصم - وكالات:
غداة فشل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2 بين وفدي النظام السوري والمعارضة في جنيف، حملت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أمس الأحد النظام السوري بتعمد عرقلة وإفشال الحوار، عبر تعنته في القبول بأي اقتراحات وحلول، في حين اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الجولة الثانية من مفاوضات جنيف - 2 لم تفشل وأحرزت تقدما هاماً على حد قوله .
واتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الأحد النظام السوري بـ(العرقلة) مشيداً في المقابل بـ(شجاعة وجدية) المعارضة السورية خلال هذه المفاوضات. وقال كيري في بيان أمس (لم يفاجأ أحد بأن المحادثات كانت صعبة .. إلا أنه لا بد أن يكون واضحاً لدى الجميع أن العرقلة من قبل نظام الأسد جعلت التقدم اكثر صعوبة) . وفي إشارة إلى روسيا الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد من دون أن يسميها دعا كيري (داعمي النظام إلى الضغط) عليه ليضع حداً (لتعنته في المفاوضات ولأساليبه الوحشية على الأرض) على غرار البراميل المتفجرة التي تلقى على بعض أحياء حلب.
وتحدث كيري عن (تعليق) المفاوضات: يجب أن يتيح للفريقين وللمجتمع الدولي (تحديد سبل الاستفادة من هذه الفترة والعمل لكي يفتح استئناف المفاوضات الباب أمام التوصل إلى حل سياسي لهذه الحرب الأهلية الفظيعة) .
وبعدما حمل كل من وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الفرنسي لوران فابيوس السبت النظام السوري مسؤولية الفشل، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن فشل المفاوضات (يؤكد مرة جديدة أن الرئيس السوري بشار الأسد وجماعته ليسوا مهتمين جدياً بالمفاوضات). وشدد الوزير الألماني على انه بات (من الضروري جداً) أن يتحرك مجلس الأمن ويعتمد قرارا يضع حدا لجرائم الحرب في سورية.
ميدانياً أقال المجلس العسكري للجيش الحر أمس رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس وعين بدلاً عنه عبد الإله البشر. وقال المجلس العسكري للجيش الحر في بيان عسكري إنه نظراً للأوضاع الميدانية وإعادة الهيكلة العسكرية اتخذ الجيش الحر قراره بإقالة اللواء سليم. وكان غالبية مسلحي المعارضة قد انسحبوا في وقت سابق من مخيم اليرموك بجنوب دمشق ولم يبق فيه إلا (المسلحون الفلسطينيون الذين تم نشرهم على مشارف المخيم لمنع عبور المسلحين الغرباء)، وذلك حسبما أعلن مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سورية أنور عبد الهادي لفرانس.
بدوره ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد أن (لجاناً عسكرية تابعة لفصائل فلسطينية دخلت أمس إلى المخيم وبدأت العمل على نزع الألغام تمهيدا لعودة الحياة إلى طبيعتها في المخيم) . وطالبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) السبت بالسماح لها مجدداً بدخول مخيم اليرموك بعد أسبوع من تعليق عمليات توزيع المساعدات فيه. إلى ذلك ذكرت شبكة مسار برس أن 90 عنصراً من ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) أعلنوا انشقاقهم وانضمامهم لجبهة النصرة في مدينة معدان بريف الرقة. وواصل النظام السوري في هذه الأثناء القصف بالبراميل المتفجرة، إذ استهدف بالطيران أمس مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي, والمنطقة الصناعية بمدينة حلب وسط اشتباكات عنيفة قرب مطار النيرب العسكري وعلى عدة جبهات شرقي المدينة, كما قصف بالبراميل أيضاً بلدتي كفرومة وحاس في ريف إدلب. كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة مدينة قلعة المضيق وعدة مناطق بريف حماة الشمالي وفق ما أفادت به شبكة شام.