اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة الاوروبيين بانهم يريدون اقامة منطقة نفوذ في اوكرانيا التي تشهد حركة احتجاج غير مسبوقة ضد النظام منذ قرابة ثلاثة اشهر عبر التدخل في شؤونها الداخلية. وقال الوزير الروسي في مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير بالضغط على اوكرانيا للذهاب في اتجاه واحد وبتحذيرها بوجوب اختيار هذا الطرف او ذاك يدل على ان الاتحاد الاوروبي يسعى لاقامة منطقة نفوذ في اوكرانيا. وأضاف لافروف: يبدو لي أن إرسال موفدين يوميا ليس بالامر السليم ولا اللائق اطلاقا عندما نتكلم عن حرية الاختيار. في اشارة الى زيارات ممثلين اوروبيين واميركيين كبار الى كييف. وتابع الوزير الروسي ياتون الى كييف من دون دعوة ويحاولون اقناع المسؤولين الاوكرانيين بان يختاروا ما يحظى بتشجيع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
من جهته قال شتاينماير في المؤتمر الصحافي ان ما يحصل في اوكرانيا ليس لعبة شطرنج جيوسياسية لكن يتعين علينا السماح للاوكرانيين بالتقدم على طريقهم الخاص. واضاف عندما ننظر الى الوضع السياسي في اوكرانيا لا مصلحة لاحد باشعال برميل البارود. وكان شتاينماير دعا في مقابلة مع صحيفة روسية في اول زيارة له الى موسكو الى الحوار مع موسكو مؤكدا ان لا مصلحة لاي شخص في تصعيد الوضع. وقال شتاينماير اليوم بدون روسيا لا تسير الامور على ما يرام. نحتاج الى بعضنا البعض لتجاوز البؤر الكبرى للنزاعات وذكر خصوصا الملف السوري والبرنامج النووي الايراني وافغانستان. واضاف ان سياسة الاتحاد الاوروبي حيال جاراتها في الشرق ليست لعبة جيوسياسية من اجل منطقة نفوذ موروثة عن الحرب الباردة ولا مناورة ضد روسيا كما اكد ان المساعدة التي يريد الاتحاد الاوروبي تقديمها لدول اوروبا الشرقية ستساعد المنطقة بأسرها التي ستستفيد فورا من مبادلات تجارية اكبر لاعطاء مزيد من الاستقرار السياسي. واكد الوزير الالماني علينا جميعا المساهمة في تشجيع الحوار بين المعارضة وممثلي الحكومة في اوكرانيا. في هذا المجال يمكن لروسيا تقديم مساهمة بناءة. وأدى تراجع السلطات الاوكرانية عن مشروع شراكة مع الاتحاد الاوروبي لمصلحة الاقتراب من روسيا في نهاية نوفمبر الى حركة احتجاج غير مسبوقة تحولت الى تظاهرات تخللتها اعمال عنف في يناير اوقعت اربعة قتلى على الاقل و500 جريح. ومنذ ذلك الوقت يعتصم متظاهرون في وسط كييف واحاطوا انفسهم بحواجز ومتاريس مطالبين باسقاط الحكومة.