أكد خبير نفطي على ضرورة تفعيل مصادر الطاقة المتجددة وحذر في الوقت ذاته من أن الإسراف في استخدام النفط سيقضي عليه قبل أوانه. وقال نائب رئيس شركة أرامكو السابق عثمان الخويطر إن الإنتاج النفطي في الشرق الأوسط سيظل الأكثر دوامًا بالنسبة لمستقبل الإمدادات العالمية نظرًا لحجم كمياته والذي سيهدده وينافس وجوده، ليس الإنتاج الجديد من أماكن أخرى مهما كان مصدرها، بل هو الإسراف في استنزافه الذي سيقضي عليه قبل أوانه. مضيفاً بأنه كلما ارتفع الطلب العالمي على مصادر الطاقة أو حدث حادث تسبب في معوقات للإنتاج في بلد ما، لأسباب سياسية أو اضطرابات محلية، أسرعنا نحن للتعويض عن الكميات المفقودة. واستطرد قائلاً : لا يتوقع أن تُكتشف حقول جديدة تكون بحجم حقولنا الكبيرة وبالاحتياطيات التي تتوفر لدينا في الشرق الأوسط، وتكون تكلفة إنتاجها منافس لإنتاجنا وقد يظن البعض أن النفوط الجديدة مثل النفط الصخري والرمال النفطية منافسة لإنتاجنا. وهذا غير صحيح على الإطلاق. فمهما تحسن وضع إنتاج النفط غير التقليدي فلا يمكن أن تقارن مع التقليدي كونه قليل التكلفة وذا إنتاج كبير. منوهاً بإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية نظرا لتوفر أجهزة الحفر والمعدات والأيدي العاملة المدربة وتيسر الحصول على الأراضي في مناطق الإنتاج والتغاضي عن تطبيق كثير من المؤثرات البيئية. وهذا لا يتوفر في أي مكان في العالم في وقتنا الحاضر. لذلك، فحتى النفط الصخري لن يكون له حظ كبير خارج أمريكا عند مستوى الأسعار الحالية. وقد قلل نائب رئيس شركة أرامكو السابق عثمان الخويطر من احتمالية طلب زيادة الاستثمارات في قطاع النفط من أجل اكتشاف حقول جديدة وقال: معظم شركات النفط لم تتوقف عن البحث عن مصادر نفطية جديدة ولكن دون جدوى وليس صحيحا أنك كلما استثمرت مبالغ أكبر فأنت حتما سوف تجد المزيد من الحقول. والدعوة إلى رفع مقادير الإنفاق على البحث والاستكشاف في منطقتنا، هي أقرب ما تكون دعوة لحثنا على إعادة الشراكة مع الشركات الأجنبية التي لم نتخلص منها إلا بشق الأنفس. وكون حقول النفط تنضب مع مرور الوقت فهذه سنة الحياة ولا يعني ذلك أنه كلما نضب حقل سنجد محله حقلا جديدا مهما بذلنا من جهد ومال. وأشار الخويطر إلى أن الدور على النفوط ذات التكلفة العالية والإنتاج القليل لن يفي بحاجة البشرية من الطاقة داعياً بأن يركن إلى مصادر الطاقة المتجددة مثللطاقة الشمسية وطاقة الرياح قبل أن يداهمهم نقص حاد في المصادر التقليدية وهو أمر وارد وعلى وشك الوقوع. إلى ذلك أشار تقرير الشركة الكويتية الصينية الاستثمارية أن المملكة ستنجح في سد الحاجة المتوقعة إلى النفط خلال الـ25 عاماً المقبلة. وأضاف أن بيئة الأسعار الحالية العالية فرصة جيدة للادخار وبغيره تفتقر الدول الكفاءة الاقتصادية. وتوقع التقرير أن تشهد الدول ذات الإنتاج المنخفض والمتوسط مثل عمان والكويت والإمارات ارتفاعا بسيطا لأنها قريبة من الوصول لأقصى طاقتها وسيأتي الارتفاع الأكبر في الإنتاج الإضافي من أكبر ثلاث دول منتجة في المنطقة وهي إيران والعراق والسعودية.