واصلت المعارضة السورية خلال محادثاتها في الجولة الثانية من جنيف2 مساعيها للخروج بنتيجة إيجابية أمام وفد النظام المتعنت إذ قدمت أمس خلال الجلسة المشتركة مع الوفد الحكومي تصورها لـ(عملية انتقال سياسي) تلحظ تشكيل (هيئة حكم انتقالي) بصلاحيات تنفيذية كاملة تتناول وقف العنف وإصلاح المؤسسات والجيش وصولاً الى إجراء انتخابات من دون ذكر مصير الرئيس بشار الاسد وخروج المقاتلين الأجانب من سوريا سرعان ما رفضه وفد النظام.
وقال العضو في الوفد المعارض لؤي صافي في مؤتمر صحافي عقده اثر الجلسة (قدمنا المبادىء الاساسية لعملية الانتقال السياسي نحو نظام الحريات والديموقراطية، وكان هناك عرض مفصل لتلك المبادىء التي نعتقد انها اساسية لتحقيق الحل السياسي بدءاً بتشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية).
وأضاف أن هذه الهيئة (ستتحمل مسؤولية وقف العنف وتكون ممثلة بشخصيات يتم الاتفاق عليها من الطرفين النظام والمعارضة).
وقال المتحدث باسم الوفد المعارض منذر اقبيق لوكالة فرانس برس ردا على سؤال (نعتبر ان لا حاجة لذكر ان الاسد ومعاونوه ليسوا جزءا من الهيئة الحاكمة الانتقالية لأن هذه الهيئة تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية التي هي الآن في يد الرئاسة).
وأضاف (هذا يعني انه لن يكون رئيس بعد ذلك سيكون تحت المحاسبة بدلاً من ان يكون جزءا من المرحلة الانتقالية).
بدوره اعترض وفد النظام على ورقة المعارضة ولم ولم يلتفت إليها معتبراً أن جدول الأعمال لا يتضمنها على حد قوله.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان (المعارضة قد ألقت بهذا البيان الذي لم نصغ اليه لأنه اتى خارج جدول الاعمال الذي كنا نعتقد انه يجب ان يناقش ويقركما هو في ورقة جنيف).
وأضاف ان المعارضة (اساءت استخدام جدول الاعمال وبدأت النقاش في الحكومة الانتقالية في ما يشكل تعارضاً مع الاولويات التي حددها بيان جنيف-1) الذي تم التوصل اليه في يونيو2012.
وتزامناً مع مفاوضات جنيف-2استؤنفت عملية إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الى الاحياء المحاصرة في مدينة حمص.
وقال محافظ حمص طلال البرازي انه (تم اجلاء217مدنياً أمس من مدينة حمص القديمة) وبذلك يكون عدد الخارجين من الاحياء التي تحاصرها قوات النظام السوري منذ يونيو 2012 تجاوز 1400منذ يوم الجمعة الماضي.
على الارض نفذ الطيران الحربي السوري أمس عشرين غارة على مدينة يبرود في منطقة القلمون شمال دمشق بحسب ما افاد المرصدالسوري في ما اعتبره ناشطون بداية هجوم للسيطرة على المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وذكر الاعلام الرسمي السوري والمرصد ان قوات النظام سيطرت على بلدة الجراجير المتاخمة للحدود اللبنانية والقريبة من يبرود.
وتعتبر يبرود آخر مدينة كبرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في منطقة القلمون الجبلية وتقع على الطريق الاستراتيجي الذي يصل دمشق بمدينة حمص في وسط البلاد.
وأكد المرصد أمس ان 4959 قتيلاً سقطوا في سوريا منذ بدء مؤتمر جنيف-2 في 22 يناير وأن المعدل اليومي لضحايا أعمال العنف هو الاعلى في النزاع منذ ذلك التاريخ في سوريا وقد بلغ 236 قتيلاً في اليوم. ومارست موسكو عملية الهروب للأمام مجدداً في دفاعها عن النظام السوري إذ أكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قبيل لقائه الأخضر الإبراهيمي في جنيف أمس أن موسكو تستعد في القريب العاجل لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن مكافحة الإرهاب في سورية.
وعلى رغم تأكيده ضرورة مواجهة الكارثة الإنسانية في سوريا اشار غاتيلوف إلى أن مشروعَ القرار الذي أعدته الدول الغربية بهذا الشأن غير مقبول لأنه يخلق أساساً للتدخل العسكري.