الدكتور إبراهيم الفارس يقول إنه (متخصص في العقائد والملل والنحل والمذاهب المعاصرة في كلية التربية بجامعة الملك سعود). هكذا عرف بنفسه في حسابه في تويتر. هذا الأستاذ الجامعي كان قد غرد في تويتر بتاريخ 22 -6- 2012 م بتغريدة قال فيها: (الإخوان منهج حركي ظهر أيام الاستعمار الانجليزي لمصر وركزوا على قضية الكم لا الكيف فظهرت نتيجة لذلك جملة من الطوام العقدية وغيرها). ثم، وبعد فترة من الزمن، وتحديداً في 17 - 7- 2013 م عاد وغرد تغريدة نسفت تغريدته الأولى كلية، مراهنا على أن (ذاكرة) متابعيه كذاكرة ذبابة، وقال بالنص: (أيها الجامية (كذا!) تعالوا إلى كلمة سواء... الإخوان مدحهم ابن باز والألباني والفوزان والمفتي الحالي واللجنة... وذمهم الريس والعتيق والمداخلة... من نصدق!!؟؟)!. انتهى.
أقول: الكلمة السواء أن تَـكُفَّ عن التدليس والتقلب !. ولو اقترف هذا التناقض الواضح، ناهيك عن التدليس المحض، مدرس في مدرسة ابتدائية، لتمّت تنحيته عن التعليم لأنه ليس فقط متناقضاً، ولكن لأنه (يُدلس) على علماء معروفين، منهم من رحل عن دنيانا، ومنهم من هُم أحياء، ومواقفهم من جماعة الإخوان وتنديدهم بها يعرفها الصغار قبل الكبار. الشيخ صالح الفوزان - مثلاً - له موقف معروف ومشهور وحاسم في مناهضة الإخوان والتأخون، ولم يعرف عنه أنه امتدحهم كما يزعم «الفارس»، فلماذا يغش؟، ولماذا يدلس؟؛ وأهم من كل هذا: لماذا رجع عن موقفه السابق (الصحيح) المناهض لجماعة الإخوان، وعاد ليتخذ منهم موقفاً مناقضاً 180%؟. . هل ثمة سبب؟، أم أن أستاذ العقائد والملل كان لا يعرفهم في السابق فانتقدهم عن جهل، ثم - (ربما) - أنهم جاؤوا له بكتب مثل صاحب له اتخذ موقفاً من ابن لادن و (هوّن) عندما جاؤوا له بكتب - كما يقول - فرَجَعَ عن مقولته السابقة ؟.، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
الفارس، لا خلاف على أنه دلَّس ليس على الموتى فحسب، وإنما على الأحياء، وعلى رأس هؤلاء الأحياء الشيخ صالح الفوزان وبإمكان مدير جامعة الملك سعود إذا كان (غير متابع)، ولا يعلم عن موقف الشيخ الفوزان من الإخوان، فليسأله عن موقفه من الإخوان، والشيخ مازال حياً يرزق، ليعرف المستوى الذي وصل إليه واحدٌ من أعضاء هيئة التدريس في جامعته في (التقوُّل) على العلماء.
والفارس هذا يُشجع الشباب بطريق غير مباشر على الجهاد مستشهداً (طبعاً) بسيد قطب. ونحن نعرف انحرافات قطب العقدية، فقد سبق وغرّد في تويتر قائلاً: (وقفة. .. «وما يحجم ذو عقيدة عن النفرة للجهاد في سبيله إلا وفي العقيدة دخل، وفي صاحبه بها وهن» سيد قطب).. ثم عاد وغرد: (بحمد الله وتوفيقه وتيسيره تم عقد قران «ابني» معاذ ليلة البارحة.. دعواتكم له ولزوجه بالتوفيق والسداد وبالذرية الصالحة الناصحة المجاهدة) والسؤال: لماذا لم (ينفر) ابنك ليجاهد كما (حرضت) تنفيذا لدعوة سيد قطب، ولماذا تُبقي دعواتك فقط للتصدير خارج منزلك و تستعملها خارج منزلك؟.. هل هي - مثلاً - إيثار، أم أن أبناء الآخرين وليس أبناءكم هم من تشجعونهم ليكونون حطباً في نزاعات الآخرين وقضاياهم، كما يحدث الآن في سوريا؟
وهذا الرجل من كبار مشوهي سيرة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله، ومأخذه عليه أنه ضد (الإخوان) ؛ يكفي - يا ابن فارس - أن الشيخ الجامي الذي تنعته بكل نقيصة عاش ومات - رحمه الله - على عقيدة السلف، ولم (يُطبل) لمنحرف في عقيدته مثل سيد قطب كما تفعل أنت، ولم يكن متقلباً مدلساً ومتذبذباً يقول اليوم قولاً وينكف عنه غداً .. نسأل الله العافية.
إن مواجهة هؤلاء الأكاديميين وكشفهم وفضح تناقضاتهم وتدليسهم على الملأ هو من أوجب الواجبات؛ لأن رجلاً يدلس لا يمكن أن يوثق به فكيف نمكنه من أن يتحكم في إفساد أبنائنا وأمانته العلمية كما ترون؟. هل يستطيع مدير جامعة الملك سعود أن يُجيبني؟
إلى اللقاء.